• مقال: شيماء عبدالباقي
يعيش المراهقون في مصر علي حافة الأمل، يطاردون أحلامًا تزداد بعدًا مع كل يوم يمر في مجتمع يرهقهم بأعبائه، وقسوة الأيام تجبرهم علي الاختيار بين البقاء في وطنهم أو المغادرة بحثًا عن أملٍ مفقود، يتركون خلفهم أوجاعًا دفينة وأحلامًا محطمه، في سعي لمستقبل أفضل بعيدًا عن قيود المجتمع وظروفه القاسية،
يقررون الرحيل إلي أرض لا تشبه أرضهم و لا تنتمي إلي ثقافتهم، تاركين خلفهم أهلًا وأصدقاء وأماكن محفورة في ذاكرتهم، لتظل قلوبهم معلقة بين الأمل و الحزن ولكن ما الحل، فأحلام المراهقين في مصر مثل طيور صغيره تحاول الطيران لأول مرة و كلما اقتربت اصطدمت بجدران تقاليد المجتمع وظروفه ولكن ماذا بعد، بعدما صار المراهقون يفكروا في الهجرة مرارًا وتكرارًا ،
و بدأت الهجرات منذُ فتره كموجات البحار لا تنتهي أملًا في حياة أفضل، بعدما كان مستقبل مصر في شبابها أصبح الشباب يستغيث للخروج منها فقد ذاق طعم الخذلان واليأس بداخلها فكيف ينجو من ذلك؟
وقف المجتمع المصري حاجزًا بينهم في تحقيق آمالهم فأصبح المراهقون يحملون على أكتافهم أعباء أكبر من أعمارهم، تطاردهم مشاهد الفقر، وقيود الواقع الذي لا يمنحهم فرصة للنجاة. يركضون نحو الهجرة غير الشرعية وكأنها طوق نجاة وسط بحر من اليأس،
غير مبالين بالخطر أو النهاية، أحلامهم التي لا تجد موطئ قدم في أرضهم تصبح طيفًا يدفعهم إلى المجهول، حيث يتلاشى الخوف أمام أمل هش في حياة أفضل، و يُولد بداخلهم صراع مرير بين البقاء والرحيل،
فتغلبهم الغربة قبل أن تبدأ وكأن هذا الجيل قد استعاره من سابقه صمت الأمل وضباب الطموح، تتناثر أحلامه في الهواء كغبار لا يمسكه أحد، وطموحاته تتلاشى قبل أن تلمس بداية الطريق، وكأن اليأس أصبح سمة مشتركة بين الأجيال، يتوارثونه جيلًا بعد جيل،
وهذا يثير تساؤلًا عميقًا هل أزمة الهجرة غير الشرعية شهادة علي إخفاق المجتمع في بناء مستقبل يحتضن طموحات شبابه، أم أنها دليل علي ضعف إرادة الشباب في مقاومة الواقع والسعي نحو التغيير؟
