التعليم الفني والتكنولوجي.. مستقبل واعد أم تحديات مستمرة؟

د.أيمن بهاء الدين نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني: التعليم الفني لم يعد بديلاً للثانوية العامة بل مسار قوي

• تحقيق: منة الله احمد – فرحة محمد – محمد رجب

في ظل التطورات السريعة التي يشهدها سوق العمل، أصبح من الضروري إعادة النظر في منظومة التعليم الفني والتكنولوجي في مصر، فبعد سنوات طويلة من اعتباره مسارًا أقل شأنًا من التعليم العام، بدأت الدولة في إعادة هيكلته ليصبح أكثر جذبًا للطلاب، وأقرب لمتطلبات سوق العمل.

ولكن، هل تُحقق هذه الجهود نتائج فعلية؟ وهل باتت المدارس الفنية والتكنولوجية بديلًا قويًا للثانوية العامة؟ وهل توجد فروق بين التعليم الفني والتكنولوجي أم هما شيء واحد؟

في هذا التحقيق، نسلط الضوء على الفروق بين المسارين، ونتعرف على خطط الدولة المستقبلية تجاه التعليم، من خلال آراء المسئولين والطلاب، لنرصد الواقع ونستشرف المستقبل.

“التعليم الفني لم يعد كما كان في الماضي، لكنه لا يزال يحتاج إلى مزيدٍ من التطوير”، بهذه الكلمات بدأ عادل ذكي، مدير مدرسة شلقان الثانوية الصناعية حديثه، موضحًا أن هناك محاولات مستمرة لتحديث المناهج وربطها بسوق العمل، لكن بعض التحديات لا تزال قائمة.

وأشار “ذكي” إلى أن الصورة النمطية القديمة عن التعليم الفني لا تزال تؤثر سلبًا، لكن الواقع مختلف تمامًا، موضحًا أن التعليم الفني في الدول المتقدمة مثل ألمانيا وإيطاليا هو أساس الصناعة والتنمية، وهناك وعي عالمي بأن التعليم الفني هو قاطرة التنمية، ويجب على المجتمع أن يدرك أن المهنيين والفنيين هم من يساهمون في بناء الدولة، تمامًا كما يعتمد الأطباء والمهندسون على المعدات التي يصنعها خريجو التعليم الفني.

وأكد أن طالب التعليم الفني، إذا حصل على الاهتمام الكافي، يمكنه التفوق على طالب التعليم العام بمراحل، بل إن فرصه في سوق العمل ستكون أفضل إذا اجتهد.

عادل ذكي مدير مدرسة شلقان الثانوية الصناعية

وأضاف “ذكي”، “نحن نحاول تقديم تعليم عملي قوي، لكننا بحاجة إلى دعم أكبر في المعدات الحديثة، وتأهيل المعلمين لمواكبة التطورات التكنولوجية، وسوق العمل أصبح أكثر تعقيدًا، ويحتاج إلى مهارات دقيقة، ولهذا يجب أن يكون التعليم الفني قادرًا على تلبية هذه المتطلبات”.

أما عن فرص العمل المتاحة لخريجي المدارس الفنية، فأكد “ذكي”، أن كثيرًا من الطلاب يجدون فرصًا جيدة، لكن الأمر يعتمد على مدى اجتهادهم وتطويرهم لأنفسهم، مشيرًا إلى أن البعض يتجه لاستكمال دراسته في الكليات التكنولوجية لضمان مستقبل أفضل.

وبالنسبة إلى كيفية توزيع الطلاب على الأقسام المختلفة، أكد أنه يتم توزيع الطلاب بناءً على درجاتهم، فمثلًا الطالب الذي يتقدم لقسم معين قد يحتاج إلى درجات أعلى من الحد الأدنى العام، وقد يبدأ القبول من 200 إلى 230 درجة أو أكثر، بينما المدارس التكنولوجية تشترط حدًا أعلى، قد يصل إلى 250 أو 270 درجة، نظرًا لعدد الطلاب المحدود فيها، كما أن هذه المدارس تمنح طلابها فرصة كبيرة للعمل داخل الشركات بعد التخرج.

أما التعليم الفني التقليدي، فإن الطالب يحصل على الدبلوم، ثم ينخرط مباشرةً في سوق العمل، وحاليًا، نطبق نظام “منهجية الجدارات”، أي أن المناهج مبنية على المهارات التي يجب أن يكتسبها الطالب داخل القسم، مثل فك وتركيب محركات الكهرباء، ويتم توثيق أدائه عبر تسجيلات فيديو تُحفظ في ملفه على مدار ثلاث سنوات، ويحصل الطالب على شهادة معتمدة وملف يوثق مهاراته العملية.

وهناك تعاون مستمر بين المدارس الفنية وسوق العمل، فالمصانع التي تعمل بنظام التعليم المزدوج تستقبل الطلاب لفترات تدريبية، مما يسمح لهم باكتساب الخبرة العملية أثناء الدراسة، كما يحصل الطلاب على مكافآت شهرية، مثلما يحدث في مدرسة “سيراميكا كليوباترا”، حيث يعمل الطلاب في المصنع تحت إشراف مدرسيهم.

رؤية جديدة

من بين الطلاب الذين اختاروا الانضمام إلى التعليم الفني، كان زياد محمد، طالب بمدرسة شلقان الثانوية الصناعية، الذي أوضح أنه اختار هذا المسار لأنه أكثر استقرارًا من الثانوية العامة، حيث قال: التغييرات المستمرة في نظام الثانوية العامة جعلتني أشعر بعدم الاستقرار، لذلك فضلت التعليم الفني؛ لأنه يركز على المهارات العملية التي يمكن أن تساعدني في الحصول على وظيفة بعد التخرج.

في البداية، واجهت بعض الانتقادات بسبب الرؤية المعتادة لفكرة أن الثانوية العامة هي الطريق الوحيد للنجاح، ولكن عندما بدأت بالدراسة، وشرحت لهم أن التعليم الفني في تطور ملحوظ وله مستقبل واضح، فأصبحوا من الداعمين، خاصةً عندما علموا بفرص التدريب العملي التي أحصل عليها من خلال الدراسة.

وأكد الطالب زياد محمد، أن ما يميز التعليم الفني أنه يركز على المهارات العملية التي نحتاج إليها بشكل مباشر في سوق العمل.

أما أحمد رمضان، طالب آخر بالمدرسة نفسها، فأكد أن نظرة المجتمع بدأت تتحسن تجاه التعليم الفني، لكن لا تزال هناك بعض الأفكار القديمة التي تحتاج إلى تغيير، مضيفًا: “نحن لا نحفظ الكتب فقط، بل نمارس المهنة ونكتسب خبرة عملية حقيقية”.

طفرة تطور

على الجانب الآخر، تشهد المدارس التكنولوجية طفرة كبيرة، حيث تعتمد على شراكات مع القطاع الخاص وتوفر للطلاب تدريبًا عمليًا مكثفًا.

وأكدت سوزان عتمان، مدير مدرسة غبور الثانوية للتكنولوجية التطبيقية، أن هذه المدارس تمثل نقلة نوعية في التعليم الفني بمصر، قائلةً: “الفرق بين التعليم الفني والتكنولوجي واضح جدًا، فالتعليم التكنولوجي لا يعتمد فقط على المناهج الدراسية، بل على التدريب العملي داخل الشركات، مما يمنح الطلاب فرصة لفهم سوق العمل قبل التخرج، ونحن نؤهل طلابنا ليكونوا جاهزين للعمل فور انتهاء دراستهم، وليس بعد سنوات من البحث عن الخبرة”.

سوزان عتمان المدير الأكاديمي لمدرسة غبور التكنولوجية

واستطردت “عتمان”، “رغم أن التعليم التكنولوجي يركز في الأساس على إعداد الطلاب لسوق العمل، فإنه لا يمنعهم من استكمال دراستهم إذا أرادوا ذلك، الطلاب الحاصلون على مجموع مناسب يمكنهم الالتحاق بالمعاهد العليا أو الكليات، وهناك كليات تكنولوجية توفر فرصًا تعليمية متقدمة في التخصصات ذاتها التي درسوها، لكن هدف المدرسة الأساسي ليس تأهيل الطلاب للجامعات، بل تخريج فنيين مهرة جاهزين للعمل فور التخرج”.

أما عن اختبارات القبول بالمدرسة، فكشفت المديرة الأكاديمية بمدرسة غبور، عن أن عملية القبول تمر بثلاث مراحل رئيسة، الأولى هي مرحلة تقييم المجموع الكلي في الشهادة الإعدادية، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي اجتياز امتحانات الوزارة، وأخيرًا تأتي المرحلة الثالثة وهي المقابلة الشخصية، والكشف الطبي.

واستكملت: “بعد نجاح الطالب في الامتحان، يتم استدعاؤه لمقابلة شخصية، وهذه المقابلة يكون الطالب فيها حاضرًا مع ولي أمره، لأنها لا تهدف فقط إلى تقييم مستوى الطالب، بل أيضًا إلى التعرف على البيئة المحيطة به، وطريقة تعامله، وسلوكياته، فالأجواء المدرسية تتأثر بالبيئة العامة للطلاب، ولذلك نحرص على التأكد من أن سلوك الطالب مناسب، ولا يحمل أي نوع من العدوانية أو المشكلات السلوكية التي قد تؤثر على زملائه أو العملية التعليمية بشكل عام”.

وأضافت “عتمان”، أن أحد أهم مزايا هذا النظام هو المرونة، فالمناهج ليست ثابتة، بل يتم تطويرها باستمرار بناءً على تقييمات الخريجين واحتياجات الشركات، وإذا وجدنا أن هناك قسمًا لم يعد له طلب في السوق، يمكن إلغاؤه، وإذا ظهرت حاجة جديدة لمجال، يمكن فتح تخصص جديد، مثلما فعلنا مع قسم صيانة السيارات الكهربائية.

وأشارت إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعتمد على أحدث الأساليب التعليمية، حيث تدرس معظم المواد باللغة الإنجليزية، ويتم تدريب الطلاب داخل مراكز خدمة متخصصة، مما يجعلهم أكثر استعدادًا لسوق العمل، ونسبة كبيرة من الخريجين، ربما تتجاوز 80%، حصلوا على وظائف بعد التخرج، وبعضهم يعمل ويدرس في الوقت نفسه.

ونوهت بأن أصحاب العمل يفضلون خريجينا لأنهم مدربون جيدًا، ويتمتعون بأخلاقيات عمل عالية، حتى إذا لم تكن هناك وظيفة بدوام كامل، فإن أصحاب العمل يفضلون تشغيلهم جزئيًا لأنهم يثقون في مهاراتهم، إضافةً إلى ذلك، يحصل طلاب المدرسة على ثلاث شهادات: شهادة الدبلوم العادي من وزارة التربية والتعليم، وشهادة خبرة من مؤسسة غبور، وشهادة اعتماد من الغرفة الألمانية؛ مما يمنحهم فرصة للعمل في الخارج أيضًا.

وأكدت أن نظام المدارس التكنولوجية بدأ بـ 12 مدرسة فقط، لكنه يتوسع بسرعة، والآن هناك 48 مدرسة، ومن المتوقع أن تصل إلى 100 مدرسة قريبًا، والهدف على المدى البعيد هو تحويل جميع مدارس التعليم الفني إلى مدارس تكنولوجية، لكن هذا يتم بالتدريج، وفقًا لاحتياجات سوق العمل.

نقطة انتقال

عمر أحمد، طالب خريج مدرسة غبور للتكنولوجيا التطبيقية، ويواصل دراسته في المجال نفسه بالجامعة، قال إن القبول في هذه المدارس ليس سهلًا، حيث خضع لاختبارات متعددة، تشمل الذكاء واللغة الإنجليزية والمهارات العملية، قائلاً: “في البداية، خضعت لاختبار عملي حيث كان عليّ تجميع شكل هندسي خلال 15 دقيقة، ثم مقابلة شخصية تضمنت أسئلة حول خططي المستقبلية، وبعدها اختبار على الكمبيوتر وكشف طبي، ولم يكن القبول عشوائيًا، بل يتم اختيار الطلاب بعناية لضمان مستوى تعليمي قوي”.

أما عن التدريب العملي، فأضاف “عمر”، أنه كان هناك ما يُعرف بـ “الترم الثالث”، وهو فصل إضافي، وفي السنة الأولى، موضحًا “كنا نذهب لمراكز الخدمة خلال الترم الثاني، وفي السنة الثانية أيضًا، أما في السنة الثالثة فكنا نبدأ من الترم الأول، والمدرسة كانت تتكفل بكافة التكاليف، بما في ذلك المواصلات والمصاريف”.

أما الطالب حسام عبد العزيز والذي يدرس بالمدرسة ذاتها، فأكد أن التدريب العملي كان جزءًا أساسيًا من الدراسة، حيث قال: “في السنة الأولى، بدأنا التدريب العملي خلال الترم الثاني، وفي الثانية استمر التدريب لفترة أطول، أما في الثالثة فكان لدينا فصل دراسي كامل مخصص للتدريب في مراكز خدمة السيارات، وهذا النظام جعلنا نكتسب خبرة كبيرة حتى قبل التخرج”.

مستقبل مشرق

تواصل الحكومة المصرية جهودها لتطوير التعليم الفني والتكنولوجي، وهو ما أكده الدكتور أيمن بهاء الدين البصال، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، موضحًا أن الدولة تعمل على تغيير الصورة النمطية لهذا النوع من التعليم، قائلًا: “التعليم الفني لم يعد مجرد بديل للثانوية العامة، بل أصبح مسارًا قويًا له مستقبله، ونحن نعمل على تطوير المناهج لتتوافق مع احتياجات السوق، ونعزز الشراكات مع الشركات الكبرى لتوفير فرص تدريب حقيقية للطلاب”.

وكشف “البصال”، عن أن مدارس التعليم التكنولوجي نوع متطور من التعليم الفني، ونعتبرها الشكل الأكثر تطورًا من التعليم الفني، وفي وزارة التربية والتعليم، نعتبر مدارس التكنولوجيا التطبيقية بمثابة المختبر الذي نجرب فيه هذه المنظومة، وعندما تنجح هذه التجارب، نقوم بتعميمها على التعليم الفني بأكمله، وقريبًا، سيتم تغيير اسم التعليم الفني إلى التعليم التكنولوجي، وستصبح المنظومة كلها تحت مسمى التعليم التكنولوجي.

واستكمل حديثه “التعليم الفني والتكنولوجي هو الأساس، وفي معظم الدول الصناعية الكبرى يمثل هذا النوع من التعليم النسبة الأكبر، في ألمانيا، على سبيل المثال، 80% من خريجي التعليم الأساسي يتجهون إلى التعليم الفني، و20% فقط يكملون في التعليم الأكاديمي البحثي، والتعليم الفني والتقني والتكنولوجي مكفول في الدستور، وفي قانون التعليم، والدولة تتجه نحو تنميته وتوسيعه لأنه الأكثر طلبًا، كما أن وظائف المستقبل تحتاج بشكل كبير إلى هذا النوع من الخريجين أكثر من التعليم الأكاديمي التقليدي”.

وأشار الدكتور أيمن بهاء الدين، إلى أن الوزارة تستهدف التوسع في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، حيث قال: “نحن نخطط لافتتاح المزيد من المدارس التكنولوجية بالتعاون مع القطاع الخاص، لأن هذه المدارس أثبتت نجاحها في تأهيل الطلاب لسوق العمل، ونسعى إلى أن تصبح كل المدارس الفنية في مصر قادرةً على تقديم مستوى تعليمي مماثل”.

وأكد أن هناك جهودًا حثيثة لرفع كفاءة المعلمين، وتزويد المدارس بالمعدات الحديثة، إضافةً إلى فتح مسارات جديدة لخريجي التعليم الفني تمكنهم من استكمال دراستهم في الكليات التكنولوجية، قائلًا: “نريد أن يكون خريج التعليم الفني قادرًا على المنافسة في سوق العمل، سواء داخل مصر أو خارجها؛ لذلك، نركز على الجودة وليس فقط على زيادة أعداد المدارس”.

وتابع “الهدف من التعليم الفني هو تخريج طالب جاهز لسوق العمل، قادر على الحصول على وظيفة بشكل مباشر، لذلك يحتاج إلى ما نسميه “الجدارة”، والجدارة تشمل ثلاثة جوانب: الجانب المعرفي (النظري)، والجانب المهاري (العملي)، والجانب السلوكي الذي يشمل السلامة والصحة المهنية، وكيفية الحفاظ على السلامة خاصة في المهن التي تنطوي على نوع من الخطورة”.

وأكد الدكتور بهاء الدين، أن المدارس الفنية لا تُنشأ إلا بعد توفير الموارد التدريبية اللازمة، على سبيل المثال، لا يمكن إنشاء مدرسة زراعية من دون أن تكون مصحوبة بمزرعة كبيرة، بعض المدارس الفنية تحتوي على مصانع كاملة وليس مجرد ورش.

وأوضح أن تأهيل المعلمين جزء أساسي من وزارة التربية والتعليم منذ زمن، والمعلم يحتاج إلى مؤهلين: مؤهل في التخصص، ومؤهل تربوي؛ ولدينا الأكاديمية المهنية للمعلمين، التي تهتم بتطوير المعلم طوال حياته المهنية، ولدينا أيضًا الأكاديمية المهنية لمعلمي التعليم الفني، التي تركز على تدريب الجزء العملي.

أما عن التعليم العام، فنحن نعمل على تطوير التعليم العام أيضًا، ولدينا خطة مهمة لتطوير التعليم من الجيل الثاني والتي بدأت في عام 2018، وبدأت من الطلاب الجدد في الصف الأول الابتدائي، وهم الآن في الصف الأول الإعدادي، ومن المتوقع أن يتخرجوا من التعليم قبل الجامعي في عام 2030.

وبالنسبة إلى وجود مبادرات لدعم الطلاب الموهوبين في مجال التكنولوجيا، فنحن مهتمون جدًا باكتشاف الموهوبين في جميع المجالات، سواء في التعليم الأساسي أو العام أو الفني، ويتم ذلك من خلال المسابقات والمبادرات المختلفة والتعاون مع التعليم العالي، كما أصبحت هناك فرص لاستكمال التعليم في الجامعات التكنولوجية، التي تضم كليات متخصصة، وهذه الجامعات مفتوحة لطلاب الثانوية العامة أيضًا، لكن النسبة الأكبر من طلابها تأتي من التعليم الفني والتكنولوجي، وبدأنا هذا العام في إعادة هيكلة المواد الدراسية في الثانوية العامة، ومن العام القادم، ستكون مادة البرمجة أساسيةً في المسار الجديد للبكالوريا، وهذه التطورات تأتي بالتوازي مع توجهات سوق العمل التي تتطلب المزيد من الخريجين في المجالات التكنولوجية.

ثمرة اجتهاد

وفي النهاية، الأمر الأهم، كما أشار جميع المسئولين والطلاب الذين تحدثنا إليهم، هو أن نجاح أي طالب في أي نظام تعليمي يعتمد على اجتهاده الشخصي، وقدرته على تطوير مهاراته باستمرار.

لا شك أن هناك تقدمًا واضحًا في هذا القطاع، لكن الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق نظام تعليمي متكامل يلبي احتياجات سوق العمل ويغير نظرة المجتمع، ومع استمرار جهود التطوير، قد يصبح التعليم الفني والتكنولوجي قريبًا الخيار الأول لكثير من الطلاب، بدلًا من أن يكون مجرد بديل للثانوية العامة.

Back To Top