شادي زلطة المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني: إمكانية تحسين المجموع أهم مميزات البكالوريا
• حوار: مريم عمرو – سلمى علي
يشهد قطاع التعليم في مصر تطورًا ملحوظًا، مدفوعًا برؤية إستراتيجية تهدف إلى تحسين جودة التعليم ومواكبة المعايير العالمية، ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في العملية التعليمية، تبرز تساؤلات كثيرة حول مستقبل التعليم في ظل هذه التطورات، خاصة مع اقتراب تطبيق نظام البكالوريا المصرية.
على هذا النحو، يتحدث شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن أبرز التحديات التي واجهتها الوزارة، وخطوات التطوير التي تمت خلال السنوات الأخيرة، ودور التكنولوجيا في دعم العملية التعليمية، إضافةً إلى مستقبل نظام “التابلت” والمواد الدراسية في النظام الجديد.
ما رؤية الوزارة في التطويرات التي تم تنفيذها في منظومة التعليم خلال الفترة الأخيرة؟
إستراتيجية تطوير التعليم في مصر ثابتة ولا ترتبط بوزير معين، فقد بدأت عملية التطوير منذ عام 2018 مع الدكتور طارق شوقي، وكانت البداية بتحديث المناهج لتتماشى مع المتغيرات العالمية، ومنذ تولي الدكتور محمد عبد اللطيف حقيبة الوزارة، كان التركيز الأساسي على مواجهة التحديات التي تعوق تطوير التعليم، وأبرزها الكثافة الطلابية المرتفعة داخل الفصول، ونقص أعداد المعلمين، وضعف الحضور الطلابي في المدارس، وتفاقمت هذه التحديات بشكل كبير بعد جائحة كورونا، لذلك كان لابد من حلول واقعية وسريعة.
كيف تعاملت الوزارة مع أزمة الكثافة الطلابية في المدارس؟
واجهنا هذه المشكلة بعدة آليات دون تحميل ميزانية الدولة أعباءً إضافية مثل: استغلال الفراغات داخل المدارس عن طريق فتح الغرف غير المستغلة وتحويلها إلى فصول دراسية، وتطبيق نظام “الفصل المتحرك” حيث ينتقل الطلاب لفصول مجهزة لحضور بعض الحصص مما يقلل الضغط على الفصول الأساسية، وإضافة 98 ألف فصل دراسي جديد في المدارس على مستوى الجمهورية، وبفضل هذه الإجراءات أصبح الحد الأقصى للكثافة داخل الفصول 50 طالبًا، وتم تطبيق هذا النظام على 99.5% من مدارس الجمهورية.
وماذا عن العجز في أعداد المعلمين؟
نجحنا في سد العجز بعدة إجراءات منها: إطلاق مسابقة 30 ألف معلم سنويًا لسد الفجوة تدريجيًا، والاستعانة بمعلمي الحصة لتغطية العجز بشكل مؤقت، وإطالة زمن الحصة من 45 دقيقة إلى 50 دقيقة مما سمح بزيادة النصاب التدريسي لكل معلم، أما عن حضور الطلاب فقد شهد تحسنًا كبيرًا بفضل تطبيق نظام أعمال السنة، حيث أصبحت نسبة الحضور في الفصل الدراسي الثاني 95% بعدما كانت أقل من ذلك بكثير.
هل سيتم إلغاء نظام “التابلت” بعد تطبيق نظام البكالوريا المصرية؟
هذا الكلام سابق لأوانه، ولا توجد خطة حاليًا لإلغاء نظام “التابلت”.
ما الخطة الدراسية لنظام البكالوريا الجديد؟
الطالب يدرس فى الصف الأول سبع مواد داخل المجموع، وهي: التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ والرياضيات، ومادة العلوم المتكاملة، والفلسفة، ويدرس مادتين خارج المجموع هما اللغة الأجنبية الثانية، والبرمجة وعلوم الحاسب، أما في الصف الثاني يجد أمامه أربعة مسارات،
الأول: مسار الطب وعلوم الحياة، ويدرس به مادة واحدة إما الرياضيات أو الفيزياء.
الثاني: مسار الهندسة وعلوم الحاسب، ويدرس فيه كيمياء أو برمجة.
الثالث: مسار إدارة الأعمال، ويدرس فيه محاسبة أو إدارة أعمال.
الرابع: الفنون والأدب، ويدرس فيه علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية، وكل هذا بجانب ثلاث مواد أساسية لكل المسارات، وهي: العربي، والتاريخ، واللغة الأجنبية الأولى، ومادة خارج المجموع، وهى التربية الدينية، وفى الصف الثالث يدرس التربية الدينية كمادة أساسية مع باقي المواد، ويكمل مواد المسار الذي اختاره من الصف الثاني.
لماذا مادة البرمجة وعلوم الحاسب خارج المجموع في الصف الأول في نظام البكالوريا؟
لأن مادة البرمجة ستكون مادة جديدة على الطالب، لذا سيحتاج للتعرف عليها ودراستها بحب ومن دون ضغوط.
هل ستعود اللغة الثانية إلى المجموع في النظام الجديد؟
لا، ستظل خارج المجموع، إلا في حالة اختيار الطالب لمسار الأدب والفنون، حيث تصبح مادة أساسية داخله.
ما التغيير الذي سيميّز نظام البكالوريا الجديد عن غيره من أنظمة التعليم في مرحلة الثانوية العامة؟
مميزات نظام البكالوريا الجديد هي إمكانية تحسين المجموع، فإذا حصل الطالب على درجة غير مُرضية في إحدى المواد، يمكنه إعادة الامتحان في الدور الثاني لتحسين مستواه، لكنه سيدفع رسومًا قدرها 500 جنيه مقابل تكلفة الامتحانات والمراقبين، الامتحان الأول مجانًا، والتحسين اختياري لمن يرغب.
كيف أعانت التكنولوجيا الوزارة على تنفيذ خطط التطوير في المدارس؟
الدمج التكنولوجي أصبح عنصرًا رئيسيًا في التعليم، ومن أبرز الإجراءات التي اتخذناها: تدريس مادة تكنولوجيا المعلومات (ICT) للطلاب منذ المرحلة الابتدائية، وإدراج البرمجة وعلوم الحاسب في نظام الثانوية العامة الجديد، وتجهيز 2500 مدرسة ثانوية بـ سبورات ذكية (Smart Boards) لتسهيل عملية الشرح والتفاعل مع الطلاب، وتطوير البنية التحتية لشبكات الإنترنت داخل المدارس، والهدف من هذه الخطوات هو إعداد الطلاب لمواكبة سوق العمل المستقبلي، خاصة في مجالات البرمجة والتكنولوجيا.
ما دور التكنولوجيا في إعانة الطالب على التعلم بشكل جيد والاستعداد لسوق العمل؟
نعمل على إدخال مادة البرمجة وعلوم الحاسب في نظام البكالوريا الجديد لمواكبة توجه الدولة بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو إدماج التكنولوجيا في التعليم مستقبلًا، وأيضًا في نظام “التابلت” يعتمد الطالب في المذاكرة من كتب الوزارة على “التابلت” وتنزيل الكتب عليه، وأداء الامتحانات نهاية العام من خلاله، وأيضًا “السبورة الذكية” داخل الفصل المدرسي بها إمكانية لربطها بتابلت الطالب ليكون هناك تواصل بين الطالب والمعلم أثناء الشرح فى الفصل.
هل هناك أي تغييرات متوقعة في الدراسة أو الامتحانات؟
لا، كل الخطط الموضوعة منذ بداية العام تسير كما هي، ولا توجد أي تغييرات، وحتى امتحانات الثانوية العامة ستتم بنفس الآليات، وسيتم إعلان التفاصيل قريبًا.
