• حوار: كرستين ميلاد
في ظل هيمنة الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي على حياة المراهقين، نسعى لفهم تأثير هذه الوسائل على وعيهم وسلوكهم، وتقييم ما إذا كانت تلبي احتياجاتهم الحقيقية أم تخلق تحديات نفسية واجتماعية جديدة. ولتحقيق ذلك، أجرينا الحوار التالي مع الدكتورة صباح الحكيم، سفيرة النوايا الحسنة بالأمم المتحدة، وعضو هيئة تدريب مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والمتحدث الرسمي لاتحاد القيادات بجامعة الدول العربية، لمناقشة تأثير الإعلام الرقمي على حياة المراهقين، ودور الإعلام في توجيههم، وكيفية توفير بيئة آمنة لهم من قبل المؤسسات المجتمعية والإعلام العربي.
في البداية، ما تأثير الإعلام الرقمي والسوشيال ميديا على وعي وسلوك المراهقين؟
تؤدي هذه الوسائل دورًا محوريًا في تشكيل وعي المراهقين، حيث توفر لهم مصادر معلوماتية متنوعة تؤثر على آرائهم وقيمهم.
ورغم ما تقدمه من تسهيل للوصول إلى المعرفة والتواصل، إلا أنها قد تتسبب في تشويه المفاهيم، وتعزيز القيم الاستهلاكية والمقارنات الاجتماعية غير الواقعية.
هل يلبي المحتوى الإعلامي احتياجات المراهقين أم يخلق تحديات جديدة؟
هناك محتوى مفيد يساعد المراهقين في التعلم والنمو، لكنه غالبًا ما يكون غير كافٍ مقارنة بالمحتوى الترفيهي والمضلل الذي قد يسبب ضغطًا نفسيًا أو يؤثر سلبًا على تطورهم العقلي والاجتماعي.
ما دور الإعلام في توجيه المراهقين وتعزيز وعيهم؟
يمكن للإعلام أن يكون أكثر مسئولية عبر تقديم محتوى هادف يعزز التفكير النقدي، ويشجع على الحوار المفتوح حول القضايا المجتمعية، ويقدم نماذج إيجابية للمراهقين.
حدثينا عن دور الإعلام في التوعية بمخاطر التنمر الإلكتروني.
يمكن للإعلام المساهمة في مكافحة التنمر الإلكتروني عبر حملات توعية، ونشر قصص ناجحة عن مواجهة التنمر، وتقديم نصائح عملية للمراهقين حول كيفية التصرف عند التعرض له، وتشجيع منصات التواصل على فرض سياسات صارمة ضد المتنمرين.
ما مدى تأثير المحتوى الإعلامي السريع والمكثف على الصحة النفسية للمراهقين؟
قد يؤدي المحتوى السريع إلى ضعف التركيز، وزيادة القلق، وانخفاض تقدير الذات بسبب المقارنات المستمرة، والشعور الدائم بضرورة التواجد الإلكتروني.
هل الإعلام العربي يمنح المراهقين مساحة كافية للتعبير عن آرائهم؟
لا يزال الإعلام العربي يفتقر إلى مساحات كافية للمراهقين، لكنه بدأ يتطور عبر بعض البرامج ومنصات التواصل التي تمنحهم فرصة للمشاركة وإبداء الرأي.
هل توجد نماذج إعلامية ناجحة تشجع على التفكير الريادي؟
هناك منصات تقدم محتوى يشجع المراهقين على الابتكار مثل قنوات TEDx، وبعض برامج ريادة الأعمال، كما أن هناك مبادرات شبابية عربية تلهم المراهقين للعمل على مشاريعهم الخاصة.
كيف يحمي المراهق نفسه من التأثير السلبي للسوشيال ميديا من دون عزلة؟
يمكنه تحقيق ذلك عبر ضبط وقت استخدامه، ومتابعة محتوى إيجابي وتعليمي، وتجنب المقارنات السلبية، والتفاعل مع العالم الواقعي من خلال الأنشطة الاجتماعية والرياضية.
في رأيك، كيف يحافظ المراهق على هويته في ظل العولمة والانفتاح الثقافي؟
يمكن للمراهق الحفاظ على هويته عبر تعزيز ثقافته الأصلية، والتوازن بين الانفتاح على الأفكار الجديدة والتمسك بالقيم الإيجابية، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعكس هويته.
وكيف يقوم الإعلام بتوعية المراهقين بأهمية التوازن بين الاستقلالية وتحمل المسئولية؟
يجب على الإعلام تسليط الضوء على نماذج لمراهقين ناجحين استطاعوا تحقيق استقلالهم بشكل صحي، وتقديم محتوى يعزز مهارات اتخاذ القرار وتحمل العواقب.
ما الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأهل عند التعامل مع رغبة المراهق في الاستقلال؟
من أبرز الأخطاء: فرض السيطرة المطلقة، والتقليل من آرائهم، وعدم الاستماع إلى احتياجاتهم العاطفية، والسماح لهم بحرية مفرطة من دون توجيه.
ما دور المؤسسات المجتمعية في توفير بيئة آمنة للمراهقين؟
تؤدي المؤسسات دورًا مهمًا عبر تقديم برامج دعم نفسي، وتوفير أماكن آمنة للنشاطات الإبداعية والرياضية، وتثقيف الأهل حول كيفية التعامل مع تحديات المراهقة.
بماذا تنصحين المراهقين لتعزيز ثقتهم بأنفسهم؟
المشاركة المجتمعية تعزز ثقتهم بأنفسهم، وتعلمهم مهارات القيادة والتعاون، وتساعدهم في تكوين شبكة علاقات إيجابية بعيدًا عن الضغوط السلبية لوسائل التواصل.
