• فيتشر: كرستين ميلاد- ريموندا أنور
من قلب الرياضة إلى أفق الطموحات اللامحدودة، بدأ عبد الرحمن سامح رحلته مع رفع الأثقال منذ سن مبكرة، حيث تعلم منذ العاشرة على يد والده الذي كان المدرب الأول، واستلهم من مسيرة جده ووالده في الرياضة. هذا الشغف سرعان ما تحول إلى بطولات وميداليات، ليثبت نفسه في الساحة العالمية ويحقق أرقامًا قياسية.
رحلة الشاب عبد الرحمن كانت مليئة بالإصرار والعزيمة، بدءًا من البطولات المحلية وصولًا إلى التنافس في أعرق البطولات العالمية. في هذا الحوار، يكشف لنا عبد الرحمن عن كواليس انطلاقته في عالم رفع الأثقال، إنجازاته البارزة، طموحاته المستقبلية، وكيف يوازن بين دراسته وتدريباته اليومية.
في سن العاشرة بينما كان الأطفال من حوله ينشغلون بالألعاب وبرامج الكارتون، كان هو يتعرف على الحديد، ليس الحديد البارد بل الذي يصنع الحكايات. تربى وسط عائلة رياضية أصيلة وهو ما جعله ينشغل عن حبه لكرة القدم ويزداد شغفه لرفع الأثقال. فجده كان بطلا عالميا وافريقيا، بينما والده بطلاً ومدرباً.
أول بطولة دخلها كانت بطولة الجمهورية وهو لم يتجاوز 13 من عمره، حقق فيها المركز الأول في فئة دون 15 عاماً والمركز الرابع في فئة دون 17 عاماً. عندها شعر عبد الرحمن بطعم الفوز.
وعاما بعد عام كان يشارك في بطولات أكثر وتحقيق إنجازات أكبر. ففي سن 14 شارك في ثاني بطولة جمهورية وللمرة الثانية فاز فيها بالمركز الأول في فئة دون 15 عام والمركز الثالث في فئة دون 17 عام. وفي أخر سنة له في فئة 15 عام حقق المركز الأول في كلا الفئتين (دون 15 ودون 17 عام). وهو ما مهد له الطريق لخطوة أكبر وانضم إلى المنتخب الوطني.
لم يقف عبد الرحمن عند حدود الوطن في بطولاته بل تطلع إلى ما هو أكبر من ذلك، شارك في بطولات عالمية أقل من سن 17 عام في بيرو والمنافسة كانت مع لاعبين من كازاخستان، إسبانيا، مولدوفا، وتركمانستان. تمكن من الفوز بميداليتين ذهبيتين وأخرى فضية، ثم شارك في بطولة كينيا لرفع الأثقال في فئة وزن 73 كجم، حيث حقق 6 ميداليات ذهبية في فئتي دون 17 ودون 20 عامًا، بالإضافة إلى تحطيمه رقمين عالميين في تخصصي الكلين والمجموع.

عندما تم سؤاله عن سر النجاح قال ببساطة “بابا هو المدرب، وجدي هو القدوة، أنا كنت بلعب كورة بس هما حببوني في الحديد”. لم يكن التحدي سهلاً بالنسبة له حيث يبدأ عبد الرحمن يومه التدريبي في الثامنة صباحًا بتمرين لياقة، ثم تمرين تنشيطي بعدها بثلاث ساعات، ويستمر لمدة ساعة ونصف، ثم تمرين مسائي في الساعة السابعة، ويستمر من ساعتين إلى ثلاث ساعات. أما أيام الراحة، فهي يومي الثلاثاء والجمعة. ودائماً ما يحرص على التوازن بين دراسته وتدريباته فلكل منها وقته الخاص وهذه ما ساعده على النجاح في المجالين
اليوم، يقف هذا البطل الصغير بجسده، الكبير بطموحه، على أعتاب حلمه الأكبر: أولمبياد 2028. وبينما يستعد لبطولتي العالم دون 17 ودون 20 في مايو، وبطولة العالم للكبار في أكتوبر بالنرويج، يوجه نصيحة لكل شاب: ” ركز في التمرين، واحلم… لأنك هتوصل إن شاء الله.”
وراء كل إنجاز كبير حكاية بدأت بخطوة صغيرة، وإصرار لم يعرف المستحيل. قصته ليست مجرد أرقام وميداليات، بل دليل حي على أن الأحلام لا تعترف بالعمر، بل بالإرادة. وما دام الشغف حاضرًا، فالمستقبل دائمًا يحمل المزيد.
