تمكين المراهقين رؤية وزارة الشباب والرياضة لتنمية جيل المستقبل

مدير إدارة الكليات المتخصصة بوزارة الشباب والرياضة: نعمل على استثمار وقت المراهقين وتنمية مهاراتهم لمواكبة سوق العمل

• حوار: جنى وليد- يوسف أشرف

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري الاهتمام بفئة المراهقين كونها تمثل حجر الأساس لبناء مستقبل أكثر إشراقًا. ومن هذا المنطلق، تلعب وزارة الشباب والرياضة دورًا محوريًا في تمكين الشباب وتوجيه طاقاتهم من خلال دورات تدريبية هادفة وبرامج رياضية متنوعة تسهم في تنمية مهاراتهم وتعزيز قيم الانتماء والإبداع. في هذا الحوار، نلتقي بأحد مسؤولي الوزارة للحديث عن الجهود المبذولة في هذا المجال، وكيفية اختيار الموضوعات التي تلامس احتياجات المراهقين، بالإضافة إلى استعراض الخطط المستقبلية لتطوير المبادرات الشبابية والرياضية.

في حوار خاص، تحدثنا مع الدكتور مؤمن عبد الرحيم، مدير إدارة الكليات المتخصصة باإلدارة العامة بوزارة الشباب والرياضة، والذي شارك في التنظيم والإشراف على العديد من الفعاليات الرياضية والتربوية بالتعاون مع الجامعات ومديريات الشباب والرياضة في مختلف المحافظات. كما شارك في فعاليات النسخة الثانية من الملتقى الرياضي لطلاب المدارس بكليات التربية الرياضية ومراكز الشباب لعام 2024، وإلى نص الحوار…

ما الدور الاساسي لوزارة الشباب والرياضة في تقديم الدورات للمراهقين؟

تلعب الوزارة دوراً حيوياً في دعم الشباب وتنمية مهاراتهم من خلال الإدارة العامة للنشاط الطالبي، التي تندرج تحت الإدارة المركزية للتنمية الرياضية. وتستهدف هذه الإدارة الفئة العمرية بين طلاب المدارس والجامعات، حيث تقدم أنشطة وبرامج تهدف إلى الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية الرياضة لصحة الانسان نحن نقدم دورات متنوعة تشمل الغوص، السباحة، الإنقاذ، إعداد المعلمين، والإنعاش القلبي الرئوي. هذه الدورات لا تقتصر على تنمية المهارات فقط، بل توفر أيًضا فرص عمل مباشرة لبعض المشاركين، حيث إنها معتمدة رسمياً، مما يساعد المراهقين على شغل أوقات فراغهم بطريقة مفيدة.

كيف يتم اختيار الموضوعات واألنشطة التي يتم تقديمها؟

كل رياضة لها اتحاد خاص بها، وهو المسؤول عن تنظيم الدورات سواء في التدريب، التحكيم، أو الإدارة. حيث يتم اختيار المراهقين وفق معايير محددة خلال مرحلة التقديم لضمان تحقيق أقصى استفادة. ومن المميزات الأساسية لهذه الدورات أن المشاركين يمكنهم بدء العمل فور انتهائها، مما يعزز فرصهم في سوق العمل.

هل تتعاون الوزارة مع جهات أخرى مثل المدارس، الجامعات، أو المنظمات غير الحكومية في تقديم الدورات؟

معظم الدورات تقدم للجهات الحكومية مثل المدارس والجامعات، حيث يتم التعاون مع مديريات المراهقين والرياضة في مختلف المحافظات. بينما يحصل القطاع الخاص عىل نسبة مشاركة أقل وفق ضوابط ومعايير محددة.

كيف يتم إشراك القطاع الخاص في هذه الدورات؟

القطاع الخاص يشارك وفق بروتوكولات تعاون مع الوزارة، حيث يجب أن تكون الجهات المشاركة مرخصة رسمًيا، وسجلاتها متوافقة مع معايير الوزارة لضمان جودة التدريب والمخرجات.

ما الأنشطة الأخرى التي تقدمها الوزارة للمراهقين بجانب الدورات التدريبية؟

الوزارة لا تقتصر على الدورات فقط، بل تقدم برامج رياضية متخصصة، مثل برنامج “شخصية طالب رياضي”.
يستهدف هذا البرنامج سنوًيا 500 طالب من كل محافظة، منهم 450 من غير ذوي الإعاقة، و50 من ذوي الهمم. بدأنا التجربة في محافظة شمال سيناء منذ عامين، ثم توسعنا العام الماضي ليشمل 4 محافظات، ونخطط هذا العام للوصول إلى 10محافظات. يتيح البرنامج للطالب فرصة قضاء يوم معايشة كامل داخل كليات التربية الرياضية،حيث يتعرفون على أقسام الكلية والتخصصات المختلفة، ثم يتم توزيعهم على ملاعب رياضية تشمل كرة القدم، السلة، تنس الطاولة، والألعاب القتالية، مما يساعدهم على تنمية مهاراتهم البدنية، سواء لإلتحاقهم بكليات الشرطة أو لتعزيز وعيهم الرياضي بشكل عام.

كيف يتم الترويج لهذه البرامج وإقناع الطالب بالمشاركة؟

عند الإعلان عن أي برنامج أو دورة جديدة، نقوم بوضع حوافز تحفيزية مثل توفير فرص عمل للخريجين أو تقديم كورسات بأسعار مدعمة من الوزارة، وهو ما يجذب أعداًدا كبيرة من الطلاب. ونعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن الدورات، ونلاحظ إقبالاً كبيراً فور نشر أي إعلان، وتتزايد أعداد المشاركين سنوياً، بل يأتي طلاب من تخصصات أخرى خارج كليات التربية الرياضية للمشاركة بجانب دراستهم أو أعمالهم الأساسية

هل هناك أي إعلانات جديدة عن الدورات القادمة؟

نعم، نعلن عن دورة غوص يوم 26 فبراير في مركز الغوص والإنقاذ بالإسكندرية، وهي فرصة رائعة للراغبين في تعلم هذه المهارة المهمة.

متى يتم الاستعانة بالأبطال الرياضيين المعروفين من الأندية؟

بعض الإدارات داخل الوزارة تستعين بنماذج رياضية شهيرة من أندية كبرى مثل الأهلي والزمالك، حيث يشارك هؤلاء النجوم في الترويج للبرامج، حضور المؤتمرات، والتفاعل مع الجمهور لتحفيز المراهقين على الاهتمام بالرياضة والسعي لتحقيق نجاحات مماثلة.


ما الخطط المستقبلية للوزارة لتطوير هذه الدورات؟

الوزارة لديها رؤية واضحة للتوسع وزيادة عدد الدورات سنوًيا، مع التركيز على تلبية احتياجات السوق بشكل مستمر. كما بدأنا إدخال دورات خاصة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات الحديثة، حيث نؤمن بأن الرياضة يجب أن تواكب العصر التغيرات المتسارعة في احتياجات المراهقين.


ما الرسالة التي توجهها للمراهقين حول أهمية المشاركة في هذه الدورات واالهتمام بالرياضة؟

رسالتي للمراهقين هي البحث عن الأشياء الإيجابية في المجتمع واستثمار وقت فراغهم فيما يفيدهم. وأحث المراهقين على تجنب السلبيات مثل التدخين أو الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، واستبدالها بأنشطة مفيدة مثل القراءة، متابعة الأخبار، أو المشاركة في البرامج الرياضية والثقافية، لأنها تساعدهم في بناء مستقبل أفضل.
أكد دكتور مؤمن عبد الرحيم أن الوزارة مستمرة في تطوير برامجها ودوراتها بما يلبي احتياجات المراهقين، ويساعدهم على تنمية مهاراتهم لمواكبة سوق العمل. كما شدد عىل أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في تحسين جودة حياة المراهقين وإعدادهم لمستقبل أفضل

Back To Top