من الملعب إلى منصة التتويج : دليل الأهل لاكتشاف ودعم المواهب الرياضية الناشئة

• تقرير : سلمى علي – مريم عمرو – چنى عثمان

يواجه الناشئون أصحاب المواهب الرياضية تحدياتٍ مستمرة، أولها عدم التقييم الحقيقي للموهبة الرياضية، فضلاً عن أزمات أخرى مادية، أو النشأة في القرى والمناطق النائية، إضافةً إلى دور الأهل في دعم مواهب أبنائهم أو التحول للعكس ليصبحوا عائقاً في طريق أبنائهم.

كيف يمكن للأهل اكتشاف موهبة أبنائهم مبكرًا؟ وما دورهم في تنميتها وتوجيهها نحو النجاح؟ وما الحل لتحقيق النجاح الرياضي في المناطق النائية أو رغم الأزمات المادية؟.

وعن تقييم الموهبة الحقيقي، أكد الكابتن أحمد فتحي، المدير الفني لفريق كرة القدم 2009 في نادي “بروسيا مصر”، والمدير الفني بأكاديمية “سيدني”، ضرورة التمييز بين الطفل الذي يمارس الرياضة كهواية للحفاظ على لياقته البدنية وصحته، والطفل الذي يمتلك قدرات استثنائية تؤهله للتفوق الرياضي.

وتابع “فتحي”، في تصريحات خاصة، “ليس كل مُمارِس للرياضة موهوبًا، إذ تحتاج الموهبة إلى سمات خاصة مثل الصفات الجسدية والحركية المتميزة، إلى جانب الرغبة القوية في التدريب والتطور المستمر”.

وحدد علامات الطفل الموهوب رياضيًا، موضحًا أن “من أبرزها: النشاط الحركي المفرط، وميله إلى الجري والقفز باستمرار مقارنة بأقرانه، واهتمامه بالألعاب الرياضية، كما ينجذب الطفل الموهوب إلى الأدوات الرياضية مثل الكرة والمضرب، ويستخدمها في اللعب من دون الحاجة إلى توجيه”.

الكابتن احمد فتحي المدير الفني لفريق كرة القدم 2009 فىى نادى بروسيا مصر ومدير اكاديميه سيدنى

واستكمل حديثه، قائلاً: “تفاعل الطفل مع المباريات الرياضية يُعد مؤشرًا قويًا على موهبته، وامتلاكه مهارات طبيعية مثل: التوازن الجيد، والسرعة، والمرونة العالية، مقارنةً بالأطفال الآخرين”.

عقبات رياضية

ووجه نصيحة إلى الأسرة التي تحتضن طفلًا موهوبًا رياضيًا، قائلاً: “الدعم الأسري يُعد عنصرًا أساسيًا في تنمية الموهبة الرياضية لدى الابن؛ لمساعدته على تطوير مهاراته، وصقل موهبته بطريقة صحيحة، مثل: التشجيع المستمر، وتوفير بيئة مناسبة لممارسة الرياضة”.

وتابع: “حضور أفراد الأسرة للمباريات، وتشجيع الابن أثناء اللعب يُعد من العوامل التي تزيد من ثقته بنفسه، وتحفزه على تقديم أداء أفضل، إذ أثبتت الدراسات أن وجود الأهل في المدرجات لمؤازرة ابنهم؛ يسهم في رفع مستوى أدائه الرياضي بنسبة كبيرة قد تصل إلى 95%.

وشدد على أن تحقيق التوازن بين الدراسة والرياضة من الجوانب المهمة أيضًا، وكثير من العائلات تخشى أن تؤثر ممارسة الرياضة على التحصيل الدراسي، لكن بالإمكان تحقيق التوازن بينهما.

«قلة الفرص المتاحة للموهوبين في الأرياف والمناطق النائية واحدة من العقبات التي تواجه الرياضيين».. هكذا تطرق الكابتن “فتحي” إلى أزمة أخرى.

واستكمل حديثه، قائلاً: “تؤثر هذه الأزمة على انضمام الموهوب إلى الفرق الرياضية، لأن معظم الأكاديميات تقع بالمدن الكبرى، إضافةً إلى نقص الدعم الفني والتدريبي، وغياب التدريب المناسب منذ سن مبكرة”.

وأوضح أن بعض الأزمات تشكل عائقًا أمام الكثير من العائلات مثل التحديات المالية، وأزمة الضغط الناتج عن التوفيق بين الدراسة والرياضة، مقترحًا بعض الحلول ومنها: البحث عن أندية تقدم منحًا رياضية، والانضمام إلى البطولات المدرسية، والاستفادة من البرامج الرياضية الحكومية التي توفر دعمًا مجانيًا أو منخفض التكلفة للموهوبين.

وعن تحقيق التوازن بين الطموح الرياضي للمراهق وصحته النفسية، أكد أن “الضغط المفرط يؤثر على الحالة النفسية والجسدية، ودعم المراهق في مسيرته الرياضية يتطلب التوازن بين التحفيز والواقعية، في ظل وجود بيئة داعمة داخل المنزل، ومن الأخطاء الشائعة رفع سقف التوقعات مما يضع الأبناء تحت ضغط نفسي شديد”.

«محمد صلاح مصدر إلهامي، وأواصل التدريبات لأنجح مثله».. هكذا بدأ محمد جيفارا سيد، لاعب كرة القدم في أكاديمية “سيدني”، والبالغ من العمر 15 عامًا، حديثه عن تجربته في ممارسة الرياضة، موضحًا أنه يستعد نفسيًا وذهنيًا قبل المباريات من خلال العزلة والتخيل الإيجابي، محاولاً تجنب التفكير الزائد لتقليل التوتر.

من جانبها، كشفت والدة اللاعب، أميرة عبد العزيز إبراهيم، عن كواليس تجربتها في دعم ابنها، مؤكدة أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل وسيلة لبناء الشخصية وتنمية المهارات الذهنية والجسدية، قائلةً “بدأت في الاهتمام بموهبة ابني عندما لاحظت شغفه بكرة القدم، وقررت دعمه وإلحاقه بنادٍ رياضي”.

لم يختلف الأمر عن أحمد كريم، لاعب الكاراتيه في النادي الأهلي، وسرد صاحب الـ 16 عامًا تجربته الرياضية، قائلاً “بدأت ممارسة الكاراتيه منذ سن السادسة، ولعبت أسرتي دورًا أساسيًا في دعمي، خاصة النفسي، والتغلب على مشاعر التوتر عند اللعب أمام الجمهور، لكن بفضل تدريبي المكثف، ودعم والديَّ ومدربي، تمكنت من التغلب على هذا الشعور، وأصبحت أكثر ثقة بنفسي أثناء البطولات”.

المراهق احمد كريم لاعب الكاراتيه بالنادى الأهلى

أما والدة أحمد كريم، فأكدت أن التحدي الأكبر يتمثل في تقبل الخسارة والتعامل معها كجزء من الرحلة الرياضية، مشددة على ضرورة تحقيق التوازن بين تعزيز الثقة بالنفس وتجنب الغرور.

Back To Top