• حوار- إسلام حلمي
في ريف الدقهلية، وتحديًدًا في قرية صغيرة تدُعى “منية محلة دمنة”
وُلد ياسر ريان ونشأ وسط أجواء بسيطة كغيره من أبناء جيله، لم يكن يحلم بأكثر من لعب الكرة في الشوارع ومرك ز الشباب ، لم يخطر بباله يومًا أن يتحول إلى نجم كبير يرتدي قميص النادي الأهلي ويحمل آمال جماهير منتخب مصر ، ولكن القدر كان يخبئ له قصة من نوع خاص.
كان فتى في الثالثة عشرة من عمره حين رافق أصدقاءه ذات يوم إلى نادي المنصورة، فقط لمشاهدة اختبارات الناشئين، لم يكن يحمل استمارة اختبار، ولا حتى نية للمشاركة، لكن موقفًا عابرًا غيّر كل شيء ، وأثناء الاستعداد للتقسيمة، لاحظ الكابتن ثروت فرج نقص أحد اللاعبين، فأشار إلى ياسر، الجالس في المدرجات، وطلب منه النزول لتعويض مركز حراسة المرمى، وبدهشة وارتباك، نزل ياسر إلى الملعب، وأخبَر الكابتن بأنه لا يملك استمارة، فأجابه الأخير: “مش مشكلة، علشان تكمل التقسيمة”، وبدلاً من الاكتفاء بموقع الحارس، قرر ياسر أن يلعب بطريقته، راوغ وسجل أهدافًا أدهشت من في الملعب، بعدها سأله الكابتن عن اسمه وبلدته، وطلب منه الحضور في اليوم التالي، ومن تلك اللحظة، وُلدت شرارة البداية.
تدرّج ريان في فرق الناشئين بنادي المنصورة حتى وصل إلى الفريق الأول عام 1988، وهناك لفت الأنظار بسرعته ومهاراته، فخاض أربعة مواسم ناجحة، قبل أن يأتيه عرض من النادي الأهلي في موسم 1992، ولم يتردد لحظة ، فالانتقال إلى القلعة الحمراء كان حلمًا بالنسبة لأي لاعب.
عشر سنوات قضاها ياسر ريان في الأهلي، كانت من أزهى فترات حياته، حصد خلالها البطولات وأسعد الجماهير، قبل أن يختم مسيرته في نادي إنبي، ثم يعلن اعتزاله عام 2004.
لم تكن إنجازاته مع الأهلي وحدها ما يميّز مسيرته، بل أيضًا مشاركته مع المنتخب الوطني، حيث ارتدى قميص مصر في دورة الألعاب الأولمبية 1992، ولعب في تصفيا ت كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية وكأس القارات، حيث كان تمثيل المنتخب حلمًا تحقق وفخرًا لا يُنسى في مسيرته.
حين يتأمل الفارق بين جيله وجيل اليوم، لا يخُفي دهشته من حجم التغير، “إحنا بدأنا في سن ال ١٣، وكانت الإمكانيات محدودة”، وهو السن الذي تظهر فيه إمكانيات اللاعب، يقول ريان: أما الآن ، فقد أصبح للموهوبين فرصة منذ الطفولة، بفضل انتشا ر الأكاديميات والدعم الكبير من الأهل والمؤسسات.
واليوم، يعيش ياسر ريان سعادته الأكبر، لا من ذكرياته فقط، بل من رؤية أولاده وهم يواصلون المسيرة، أحمد ياسر ريان، ابنه الأك(بر ، الذي تألق مع منتخب مصر الأوليمبي وشارك في التتويج بأمم إفريقيا تحت 23 سنة، والتأهل إلى أولمبياد طوكيو، بينما يسير إيهاب على خطى شقيقه، ليكمل مسيرة والدهما التي بدأت من المدرجات ، ولم تنته عند المجد .
