• حوار : رضوى النوبي
يمر المراهق بكثيرٍ من التغيُّرات النفسية والجسدية إثر التغيرات الهرمونية التي تساعد جسده على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الشباب، هذه التغيُّرات لها أسباب علمية يفسرها لنا الدكتور محمود علي الدين، استشاري الباطنة العامة والغدد الصماء والسكر بمستشفي ناصر العام ، في محاولة لفهم الأسباب العلمية لما يمر به المراهق، ودور الهرمونات في هذه المرحلة، وإلى نص الحوار..
ما الهرمونات التي تتأثر في الجسم خلال فترة المراهقة؟
يفرز الجسم العديد من الهرمونات التي تزداد نسبة إفرازها وتغيراتها خلال فترة المراهقة لمساعدة الجسم على التكيف مع هذه المرحلة الجديدة من الحياة.
ومن بين هذه الهرمونات هرمون النمو “سوماتوتروبين” والذي يساهم في زيادة الطول، إضافةً إلى هرمونات الغدد الصماء بشكل عام، مثل: هرمون الغدة الدرقية، والفوق كلوية.. وغيرها.
ما مدى تأثير التغيّرات الهرمونية على نفسية المراهق؟
لا تقتصر التأثيرات النفسية على التغيرات الهرمونية فقط، بل يلعب الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة أو الشباب دورًا كبيرًا، ويواجه المراهق خلال هذه المرحلة تغيرات في الشخصية، وأخرى جسدية مثل: الطول، والوزن، والقوة البدنية، إلى جانب تطور فكره وسلوكه، كما تتغير طريقة تعامله مع الأهل والأصدقاء.
وما العلاقة بين التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن أو نقصانه؟
ليس بالضرورة أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة الوزن أو نقصانه، ولكنها تؤثر على تكوين الجسم الخارجي وتركيبته، سواء لدى الذكور أو الإناث، ويتغير شكل الجسم وفقًا لطبيعة الشخص ومدى تقبل جسمه لهذه التغيرات خلال فترة المراهقة.
هل يوجد نظام غذائي تنصح باتباعه لتجنب المشاكل التي تطرأ بسبب التغيرات الهرمونية؟
أفضل نظام غذائي يمكن أن يتبعه أي إنسان مدى حياته هو الحفاظ على تناول الأكل الصحي بشكل دائم، ويكون أسلوب حياة لكل المراحل العمرية، مع التنوع والتوازن بين كل أنواع الطعام، مثل: الخضار، والفواكه، والبروتينات الحيوانية والنباتية، والنشويات، والدهون.. وغيرها حتى يأخذ الجسم حاجته من كل الفيتامينات والمعادن الذى يحتاج إليها.
هل تؤثر التغيرات الهرمونية على مستوى النشاط أو الطاقة اليومية للمراهق؟
نعم، يزداد مستوى النشاط والطاقة الجسدية والنفسية في مرحلة المراهقة مقارنةً بمرحلة الطفولة والشيخوخة، وتُعد هذه المرحلة الأكثر تميزًا من حيث التغيرات الجسدية والهرمونية مقارنة بالمراحل الأخرى في الحياة.
ما أبرز مشاكل النمو في فترة المراهقة؟
مشاكل النمو لا تظهر في مرحلة المراهقة، لكن تبدأ منذ الطفولة سواء في الطول أو الوزن، وتتم ملاحظتها أكثر في فترة الحضانة والمدرسة عند مقارنة نمو الطفل بإخوته الأكبر منه عندما كانوا في المرحلة ذاتها أو بأقرانه، سواء كان نموه طبيعيًا مثلهم أو مختلفًا عنهم.
في هذه الحالة نبدأ في البحث عما إذا كان السبب مرتبطًا بالهرمونات أو بالعوامل الوراثية في العائلة، وهل له حل أم لا؟ وكلما اكتشفنا المشكلة مبكرًا في مرحلة الطفولة، كان العلاج أكثر فاعلية ونتائجه ملموسة عند الوصول لفترة المراهقه.
كيف تختلف تأثيرات التغيرات الهرمونية بين الذكور والإناث؟
تختلف التغيرات الهرمونية بين الذكور والإناث في مرحلة البلوغ، وتؤدي زيادة هرمون التستوستيرون عند الذكور إلى ظهور شعر الوجه مثل الشارب واللحية، وزيادة كثافة شعر الجسم في الساقين وتحت الإبط ومنطقة العانة، إضافةً إلى نمو العضلات وتضخمها، ويتغير الصوت ليصبح أكثر خشونة وعمقًا.
أما عند الإناث فيؤثر التغير في هرمون الإستروجين في التغيرات الهرمونية في سن مبكرة عند الإناث مقارنة بالذكور، حيث يزداد حجم الثدي نتيجة تراكم الدهون، ويتغير شكل الجسم باتساع الأكتاف والأرداف، كما يظهر الشعر في منطقتي الإبط والعانة.
كيف تؤثر تغيرات الهرمونات في هذا السن على الحالة النفسية؟
قد يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات نفسية نتيجة هذه التغيرات، ومع ذلك، ليس من المفترض أن يكون التأثير شديدًا لدى الجميع، فمعظم المراهقين يمرون بمرحلة التقلبات المزاجية الطبيعية، بينما يعاني عدد قليل فقط من مشكلات نفسية تحتاج إلى متابعة وعلاج.
وكيف يمكن للعائلة دعم المراهق في هذه الفترة؟
يمكن للعائلة دعم المراهق في هذه المرحلة من خلال فهم التغيرات التي يمر بها، إذ ينتقل من مرحلة الطفولة التي كان مطيعًا فيها لوالديه، إلى مرحلة المراهقة التي يميل فيها إلى التمرد والشعور بالاستقلالية، هذا التغير يجعله يرفض أسلوب الأوامر والنواهي المطلقة، مما يستدعي من الأهل تغيير طريقة التعامل معه.
ومن المهم أن تتحول العلاقة من مجرد توجيه مباشر إلى نقاش وحوار، ويتم تعليمه الفرق بين الصواب والخطأ بطريقة تجعله يشعر بالاحترام والاستقلالية.
