• فيتشر- رضوى النوبي
منذ بداياته، حمل الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، المدرس بقسم طب المجتمع والصحة العامة بكلية الطب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، رغبةً صادقة في أن يكون جزءًا من منظومة تسعى لتعزيز الوعي الصحي داخل المجتمع، وأن يُسهم من خلال علمه في طب الوقاية قبل أن تُصبح الحاجة إلى العلاج أمرًا واقعًا.
تأتي الإجابة دائمًا محمّلة بإيمان راسخ بأن الوعي هو الخطوة الأولى نحو مجتمع سليم ومُعافى.
تخرّج في كلية الطب عام 2002، وأكمل سنة الامتياز عام 2003، ثم التحق بالجامعة عام 2004، حيث بدأت ملامح تخصصه تتضح أكثر، لم يختر الطب الوقائي عن طريق الصدفة، بل لأنه علم يشمل جميع فروع الطب ويخاطب المجتمع بكل فئاته.
تخصص في “الصحة العامة والطب الوقائي” أو كما يُعرف في الأوساط الأكاديمية بـ”طب المجتمع”، وكان بالنسبة إليه منهج حياة، لا مجرد مسار وظيفي.
ويرى أن التوعية المبكرة قد تنقذ شخصًا من رحلة علاج طويلة، ففي حالات مثل مرض السكري، يكفي أن تنبّه شخصًا لديه تاريخ وراثي إلى أهمية التغذية السليمة والنظام الغذائي المتوازن، حتى تقيه من أن يُصبح يومًا مريضًا يحتاج إلى أدوية أو أنسولين، مما يُخفّف من الأعباء الصحية والمادية معًا.
لهذا السبب، اتجه لتسجيل رسالة الماجستير، ثم الدكتوراه في كلية الطب بجامعة عين شمس، وحصل على الدرَجتين في تخصص الصحة العامة والطب الوقائي من الجامعة ذاتها، واليوم، لا ينظر الدكتور شريف حتة إلى إنجازاته كخطوات مهنية فقط، بل كرسائل حياة أراد أن يُسهم بها في حماية الناس، وأن يجعل من الوقاية علمًا يُحتذى به.
طموح مستمر
“يتمنى ويطمح أن يزدهر هذا التخصص في مصر، وأن تتسع دائرة الوعي بين المواطنين من خلال البرامج المختلفة، خصوصًا في عصر السوشيال ميديا التي أصبحت ساحة واسعة لتبادل المعرفة”.. بهذه الكلمات يفتتح “حتة” حديثه، حيث يعبر عن أمله في أن تتضافر الجهود لتوسيع النصائح والمعلومات التي تتيح للناس فهمًا أعمق للصحة العامة، بما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات صحية واعية.
ويضيف أن وسائل التواصل الحديثة لم تعد مجرد أدوات ترفيه، بل أصبحت في الوقت ذاته وسائل حيوية لنقل المعلومات وتوجيه الرأي العام نحو الاهتمام بالصحة.
طريق المعرفة
وحين يتحدث استشاري الطب الوقائي عن البحث الأكاديمي، يصفه كمرشد يقود إلى دروب المعرفة والتطور، ويقول: “إن البحث المستمر والعمل الأكاديمي هما المفتاح لفتح أبواب كثيرة من الفرص، ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى العالم كله، فالمجلات العلمية، بما تقدمه من معرفة، تمدنا بأسلحة قوية تساعدنا على تحقيق التقدم والتطور المستمر”.
ويعتقد أن الانغماس في هذه الرحلة المعرفية، سواء داخل أسوار الجامعات أو في أروقة البحث، لا يسهم في تطور الفرد فحسب، بل يُمكّن الجيل الحالي من أن يكون مرشدًا وملهمًا للأجيال القادمة.
نصيحة واعية
أما عن نصيحته للشباب، فإنها تأتي متفقة مع رؤيته العميقة، حيث يدعوهم إلى الانغماس في عالم البحث والمعرفة والطب خاصة دراسة الصحة العامة، التي تشمل مجالات متعددة كطب المسنين، وطب الأطفال، والأمومة، والرعاية الصحية، والأمراض المعدية وغير المعدية.
هذه التخصصات، كما يقول: “تحتاج إلى وعي ودراسة عميقة، لأنها ليست مجرد علوم طبية، بل دروب لفهم الإنسان وحمايته من الأذى”.
ويختتم حديثه قائلاً: “إن الوعي في هذه المجالات درع واقية لنا جميعًا من مخاطر الأمراض، وهو السبيل لبناء مجتمع صحي وآمن”.
رحلته ليست فقط قصة طبيب ناجح، بل قصة إنسان عرف كيف يجعل من البحث مفتاحًا لكل أبواب العلم والمعرفة، وبظهوره الإعلامي وتقديم النصائح عرف كيف يجعل منه صدقة جارية، لا تتوقف، إن ما يقدّمه هذا الطبيب ليس مجرد كلمات، بل نبض إنساني يحمل في طياته أملًا لمجتمع أكثر صحة، وأكثر وعيًا، وأكثر إنسانية.
