نيافة الأنبا رافائيل: الاهتمام بالمراهقين في الكنيسة هو استمرار لرعاية تبدأ منذ الصغر

حوار: دميانة غبريال – ريموندا أنور

تولي الكنيسة اهتمامًا بالمراهقين واحتياجاتهم النفسية، وتبدأ هذه الخطوة منذ مرحلة الطفولة، عبر اتخاذ العديد من الخطوات المنظمة التي تجعل المراهق منذ طفولته مندمجًا في المجتمع من دون خوف.

وفي هذا الحوار نتحدث مع نيافة الأنبا رافائيل، من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لمعرفة هذا الدور، إضافةً إلى خطة الكنيسة في دعم المراهقين الذين يواجهون مشاكل سلوكية أخرى.

ما دور الكنيسة في بناء مراهق واعٍ؟

تقوم الكنيسة بدور محوري في تنشئة مراهق واعٍ قادر على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه، وتبدأ منذ مرحلة الطفل عبر اختيار “الإشبين”، وهو شخص معنيّ بتربية الطفل منذ نعومة أظفاره، وغالبًا ما يكون أحد الوالدين أو أقرب الأقرباء، هذا الإشبين يلتزم بمتابعة تربية الطفل الروحية والأخلاقية.

إضافة إلى ذلك، دشنت الكنيسة نظام “مدارس الأحد” أو “التربية الكنسية”، وهو برنامج يمتد من سن الرابعة وحتى مرحلة الخريجين.

يتعلم الأطفال والمراهقون من خلاله الأناشيد الدينية، وأمور العقيدة والسلوكيات المسيحية؛ ليعتاد الطفل على التعامل مع كافة الأشخاص.

مع مرور الوقت، ينخرط المراهق في أعمال تطوعية تابعة للكشافة أو أنشطة الكنيسة في المجتمع الخارجي، مما يمنحه خبرات عملية في التعامل مع الآخرين، وبهذه المنهجية المتكاملة، تُنشئ الكنيسة مراهقًا قادرًا على مواجهة المواقف الاجتماعية المختلفة، والتعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية واحترام.

وكيف تتعامل الكنيسة مع الحالات الصعبة للمراهقين مثل الإدمان أو السلوك المنحرف؟

تولي الكنيسة اهتمامًا خاصًا بمساندة المراهقين في مواجهة التحديات الصعبة مثل الإدمان أو الاضطرابات السلوكية.

وتوجد لجنة لمكافحة الإدمان تابعة للمجمع المقدس الأرثوذكسي، يشرف عليها أحد الآباء الأساقفة بالتعاون مع مجموعة من المعالجين المتخصصين، وتُدير هذه اللجنة مراكز لمعالجة الإدمان تابعة للكنائس.

وفي حالة الإدمان، يُرسل المراهق لتلقي الرعاية والعلاج مجانًا على نفقة الكنيسة، نظرًا للتكلفة المرتفعة لهذه الخدمة.

كما تحتوي هذه المراكز على أقسام متخصصة لتعديل السلوك، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، لمساعدة المراهق على العودة إلى حياة طبيعية أثناء التعافي وبعده.

حدثنا عن دور الكنيسة في تفريغ طاقة المراهقين من خلال الأنشطة الترفيهية.

تمارس الكنيسة هذه الأنشطة كجزء من مهرجان الكرازة، ويضم المهرجان العديد من الأنشطة المتنوعة، مثل: الرياضة، والألعاب، والرسم، والتصوير، بالإضافة إلى الأنشطة الكنسية مثل: الألحان، والترانيم، والكتاب المقدس، والمعلومات الدينية.

يشارك في هذا المهرجان سنويًا حوالي 2 مليون مسيحي ويتواجدون بمراكز مختلفة، ويخوضون منافسات في مجالات دراسية متنوعة، مع تكريم الفائزين بجوائز مثل الكؤوس والدروع في حفلات كبيرة تشجيعية، وهدفنا من هذه الأنشطة هو تنمية مهارات الشباب خلال أشهر الصيف.

في حالات المصابين بمشاكل نفسية.. هل الاعتماد على الصلاة وحدها من دون مساعدة المتخصصين أمر كافٍ؟

هناك فرق بين شخص يعاني من حالة نفسية يحتاج إلى الدعم الروحي، وبين شخص يعاني من مرض نفسي يتطلب علاجًا متخصصًا، فإذا كان هناك سبب لمشاعر الشخص الحزينة، فقد يمكن معالجتها بالصلاة وحل المشكلة.

أما إذا كان الشخص يعاني من كآبة دائمة من دون سبب، فهنا يكون من الضروري زيارة الطبيب المختص، وتنظم الكنيسة اجتماعات للكهنة بالتعاون مع أطباء نفسيين لتعليمهم كيفية التمييز بين الحالات المختلفة وطرق تقديم الدعم المناسب.

ما رأي قداستك في مصطلح “التربية الحديثة” وتأثيره على الجيل الجديد؟

التربية الحديثة لها جوانب إيجابية، لكنها تحتاج إلى بعض التوازن، أحياناً، فكرة “لا أعاقب” قد تؤدي إلى تربية غير صحيحة، وقد لا يتعلم الشباب الانضباط.

وتختلف التربية الحديثة التي نشأت في الغرب عن قيمنا المحلية، وقد تتسبب في انحرافات سلوكية لأنها لا تتفق مع مبادئنا، وأرى أنه من المهم العودة إلى الأساليب التقليدية في التربية ولكن مع تحديثها، ليتم تربية جيل واثق بنفسه وأفعاله.

هل يوجد نص كتابي يدل على أن للخدام والكهنة دورًا في تربية أولادهم؟

هناك نص كتابي يقول: “رَبِّ ابْنَكَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لَا يَحِيدُ عَنْهُ”.

Back To Top