د. محمد الجندي: «المراهقون يسألون» كتاب يجيب عن أسئلة تشغل المراهقين
• حوار: فرحة محمد – ريم حسام
تواصل مؤسسة الأزهر دورها في توعية المراهقين، ليس فقط عبر الطرق التقليدية، بل أيضًا من خلال مناهج متجددة، وندوات فكرية، وأدوات رقمية تواكب العصر.
وفي هذا السياق يتحدث الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في حوار خاص، عن آلية مواجهة الأزهر لهذه التحديات، ويطلعنا على الاستراتيجية الجديدة المتبعة لمخاطبة المراهقين وغيرها من القضايا المتعلقة بالمرحلة العمرية نفسها، وإلى نص الحوار..
في البداية.. ما تعريف مرحلة المراهقة بالنسبة إلى مؤسسة الأزهر؟
المراهقة هي مرحلة التفتح والنضج جسديًا وشعوريًا، حيث يبدأ الفرد بتكوين رأيه الخاص، لكنه يظل بحاجة إلى التوجيه، نظرًا لحداثة سنه وعدم امتلاكه الخبرة الكافية لاتخاذ قرارات مستقلة.
كيف يسهم الأزهر في بناء وعي ديني للمراهقين؟
يتعامل الأزهر مع المراهقين عبر عدة مسارات، مثل المناهج التعليمية في المعاهد الأزهرية، التي تركز على الفقه، والعقيدة، والأخلاق، والسلوك، لحماية الهوية الدينية ومنع الانحراف نحو الإلحاد أو التطرف.
كما يتم تنظيم الرواق الأزهري المنتشر في الجامع الأزهر وبعض المحافظات، حيث يتعلم المراهقون القرآن والسلوك القويم، كما تستقبل الجامعات للمراهقين في السنة الأولى بفعاليات ثقافية وندوات توعوية.
كذلك يصدر مجمع البحوث الإسلامية مطبوعات موجهة للمراهقين، ويعقد ندوات لمناقشة قضايا فكرية مثل الإلحاد، مع وجود الوعّاظ الميدانيين بالمقاهي والمساجد لمخاطبة المراهقين بلغة قريبة منهم، فضلاً عن متابعة مرصد الأزهر التوجهات الفكرية لدى المراهقين، ومركز الفتوى العالمي الذي يجيب عن استفساراتهم في الجوانب الدينية.
ما أبرز العقبات التي تواجه الأزهر في توعية المراهقين؟
العقبة الأساسية هي المتابعة، فالأزهر يقدم التوعية ويؤسس لها بقوة، لكنه لا يستطيع ضمان استمرارية تأثيرها من دون دعم الأسرة والمجتمع.
مع انتشار الفتاوى غير الموثوقة، كيف يتصدى الأزهر لهذه الظاهرة؟
الفكر لا يواجه إلا بالفكر؛ لذلك يعمل الأزهر على نشر الفتاوى الصحيحة عبر قنواته الرسمية، وإتاحة مقاطع فيديو لمشايخ الأزهر على المنصات الرقمية للرد على الأسئلة المتداولة، مما يقلل من الاعتماد على المصادر غير الموثوقة.
كيف يستخدم الأزهر المنصات الرقمية للوصول إلى المراهقين؟
يعتمد الأزهر على مقاطع الفيديو القصيرة “الريلز”، لأنها أكثر جذبًا للمراهقين مقارنة بالكتب والمطبوعات، فتُستخدم لإيصال الرسائل الدينية بأسلوب يسير ومباشر.
كيف يسعى الأزهر لبناء خطاب ديني عالمي يخاطب به ثقافات مختلفة؟
هناك عدة جهود في هذا الاتجاه، منها تدشين إدارة خاصة بالوافدين، ومركز تطوير يعقد فعاليات مخصصة لهم، وإرسال 505 مبعوثين إلى دول مختلفة مثل: أمريكا، والمالديف، وتشاد لتصحيح صورة الإسلام.
كما يتم التعاون مع السفارات، مثل: الترتيب لوجود الأزهر في الدنمارك لمواجهة التطرف هناك، وعمل مركز الترجمة على ترجمة الكتب الإسلامية ونشرها عالميًا، والتواصل مع الجاليات الإسلامية في الغرب لتعليمهم الأخلاق الإسلامية وتحفيظ القرآن.
كيف يواجه الأزهر برامج ألعاب المراهنات؟
تشارك مؤسسة الأزهر ودار الإفتاء في دراسة هذه القضايا، من خلال لجنة فقهية تضم كبار العلماء مثل الدكتور شوقي علام، والدكتور عبد الله النجار، ويتم إصدار الفتاوى والتصريحات الرسمية حولها عبر منشورات وكتب متخصصة.
كيف يتعامل الأزهر مع فجوة الأجيال في فهم الدين وتطبيقه؟
عبر تسهيل الخطاب الديني ليكون مناسبًا للفئة العمرية المستهدفة، مع استخدام أساليب حديثة تجذب انتباه المراهقين.
ما النصائح التي يوجهها الأزهر للأهالي للتعامل مع أبنائهم المراهقين؟
التقرب من الأبناء، وكسب صداقتهم، والاستماع إليهم بجدية، واحترام آرائهم إن كانت منطقية، وعدم تجاهلهم، لأن تكوين شخصية المراهق مسئولية الوالدين، مما يعزز ثقته بنفسه ويفتح له المجال لمشاركة خصوصياته معهم.
هل هناك خطط جديدة لتوسع تأثير الأزهر على المراهقين؟ وما هي؟
نعم، سيبدأ مجمع البحوث الإسلامية في تنظيم ندوات بالجامعات بدايةً من جامعة الأزهر، على أن تشمل جميع الجامعات لاحقًا، وذلك ابتداءً من الأسبوع المقبل.
كما أصدر المجمع كتاب «الأطفال يسألون الإمام» الذي تم توزيعه في معرض الكتاب، ويُجرى العمل حاليًا على إصدار كتاب جديد بعنوان «المراهقون يسألون والأزهر يجيب»، والذي سيحتوي على أكثر من 1000 سؤال وإجابة لمعالجة القضايا التي تهم هذه الفئة.
