الفنان عادل الكومي: “رسالتنا تقديم أعمال جاذبة للأطفال وتحمل رسالة تربوية“
• حوار – يوسف أشرف
تلعب وزارة الثقافة دورًا محوريًا في رعاية الإبداع وتنمية المواهب الفنية لدى المراهقين، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء جيل مبدع ومساهم في النهضة الثقافية.
ومع التطور السريع في وسائل التعبير الفني، أصبح دعم الموهوبين ضرورة لتعزيز هويتهم الثقافية وتمكينهم من استثمار قدراتهم بشكل إيجابي.
ومن خلال المبادرات المتنوعة، توفر الوزارة منصات لإبراز المواهب، وتُتيح فرصًا للتدرب والتطوير، إلى جانب دعم الفعاليات الثقافية التي تسهم في صقل مهاراتهم وإثراء المشهد الثقافي. يحافظ المسرح القومي للأطفال على مكانته منذ إنشائه في ثمانينيات القرن الماضي، كوسيلة ترفيهية وتثقيفية للأطفال، ورغم التطور التكنولوجي وانجذاب الأطفال للشاشات، ما زال المسرح القومي للأطفال مستمرًا في مهمته الإبداعية والتربوية.
يحدثنا الفنان عادل الكومي، مدير المسرح القومي للأطفال، عن جهود المسرح لتنمية قدرات الأطفال وإثراء ثقافتهم، ودور المسرح في تعزيز القيم الإنسانية.
في البداية، حدثنا عن آلية عمل ورش المسرح القومي للأطفال.
يقدم المسرح القومي للأطفال ورشًا متخصصة في ثلاثة مجالات رئيسة: شعبة الغناء، والتمثيل، والاستعراض، ويتم استقبال الأطفال من سن تتراوح بين 7 أعوام و18 عامًا، ونعمل معهم على مستوى الكتابة والإخراج.
كيف يتم تقسيم الأطفال بالنسبة إلى الفئة العمرية؟
يتم تقسيمهم إلى أربع فئات عمرية، وتكون كالآتي: من 4 إلى 8 سنوات، ومن 8 إلى 12 سنة، ومن 12 إلى 18 سنة.
ما الهدف من تقسيم الأطفال إلى أربع فئات عمرية عند اختيار العروض والأنشطة المناسبة لهم؟
هذا التقسيم يهدف إلى تقديم أعمال تناسب كل فئة عمرية، بحيث يتم اختيار العروض وفقًا لقدرة الأطفال على الاستيعاب والتفاعل مع القصة والرسالة المقدمة لهم.
ما دور وزارة الثقافة في دعمكم؟
تعمل كل فرقة مسرحية وفق إستراتيجية محددة من وزارة الثقافة، وتخصص لها ميزانية سنوية من الدولة، ويتم على أساسها إنتاج عدد معين من العروض المسرحية.
ونحن نُعتبر جزء من وزارة الثقافة، وتحديدًا هيئة المسرح التي تضم 12 فرقة و12 مسرحًا، منها المسرح القومي للأطفال.
حدثنا عن نشأة المسرح القومي للأطفال.
أُسِس المسرح القومي للأطفال عام 1981 عندما لاحظ المخرج أحمد زكي وجود مسارح متخصصة للأطفال في الخارج، بينما كانت مصر تفتقر إلى هذا النوع من الفنون الموجهة للأطفال.
وعندما تولى منصب رئيس البيت الفني للمسرح، قرر إنشاء فرقتين متخصصتين، وهما: مسرح الطفل، ومسرح الشباب، إضافةً إلى مسرح العرائس.
وما الهدف من إنشائه؟
يهدف المسرح إلى تقديم عروض تربوية وتعليمية وترفيهية للأطفال تغرس القيم الإيجابية في نفوسهم، وتعلم الأطفال تراث مصر من خلال العروض المسرحية.
ما القيم التي تحرصون على غرسها من خلال العروض المسرحية؟
نحن نؤمن بأن “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر”، ولذلك نركز على تقديم عروض تساعد الأطفال على تكوين شخصياتهم وتعزيز قيمهم، مثل: الصداقة، والتعاون، والشجاعة.
كما نتصدى لبعض الظواهر السلبية مثل التنمر، لأن هذه المرحلة العمرية تشكل الأساس لمستقبل الطفل، مما يجعل المسرح أداة قوية للتوجيه والتأثير الإيجابي.
هل تقتصر عروض المسرح القومي للأطفال على هذه الفئة فقط؟
لا، نحن لا نقدم عروضًا للأطفال فقط، بل نقدم مسرحيات للأسرة بأكملها؛ حتى يتمكن الآباء والأمهات من متابعة العروض والتفاعل معها، ومن ثم نقل الرسائل المهمة إلى أطفالهم بطريقة سهلة وسلسة.
ما أبرز العروض التي قدمها المسرح القومي للأطفال؟
قدمنا العديد من العروض الناجحة، منها: عرض “الحلم حلاوة”، و”الجميلة والوحش”، و”قصص أكشن”، ونحرص دائمًا على تقديم أعمال قوية ومؤثرة تحمل رسالة تربوية، وفي الوقت ذاته تكون ممتعة وجاذبة للأطفال.
ما أبرز تلك العروض حاليًا بالمسرح؟
كان من أبرز معالم عرض “الحلم حلاوة” تألق وإبداع الطفلة “هالة”، التي أدت دور البطولة، حيث أظهرت قدرة فائقة على التجسيد وفهم أبعاد الشخصية.
موهبة “هالة” وتدريبها الجيد كانا العامل الأساسي في اختيارها لهذا الدور الكبير؛ حيث إن نجاحها لم يكن مجرد حفظ للحوار، بل كان يتطلب منها فهم كل مشهد وأبعاده العاطفية وتأديته بإحساس حقيقي.
كما أن جانبًا مهمًا من تدريب “هالة” كان إدراكها لأبعاد جسدها، والتفاعل مع الجمهور بثقة وسلاسة، مما جعلها تتألق على المسرح بشكل لافت.
في ظل وجود التكنولوجيا.. كيف تحافظوا على جذب اهتمام الأطفال؟
ندعو الجميع إلى دعم المسرح القومي للأطفال؛ لأنه ليس مجرد وسيلة ترفيه بل استثمار في المستقبل، حيث يساعد في بناء جيل واعٍ مثقف قادر على الإبداع والتفكير بطريقة إيجابية. ونقدم عروضًا تناسب جميع أفراد الأسرة، ونسعى دائمًا إلى التطوير والتجديد؛ بما يخدم المجتمع، ويعزز الهوية الثقافية المصرية.
