الدراما والمراهقون تحت المِجهَر…. خالد الحلفاوي بين الرسائل الفنية وتحديات الإخراج

خالد الحلفاوي: لوعارف بتحب إيه أوعى تعمل حاجة تانية

حوار: مريم عمرو – جنى وليد – يوسف أشرف

يُعدّ الفن مرآةً تعكس لنا واقع الحياة التي نعيشها، دائمًا ما يقول صُناع الأعمال الفنية إنهم يستمدون قصصهم من الواقع ليبرزوها من خلال أعمالهم الفنية على شاشات التليفزيون والسينما، وتعد فئة المراهقين من أهم الفئات الموجودة في مجتمعنا، والتي تحدثت عنها الكثير من الأعمال الفنية لتبرز مميزاتهم، وعيوبهم، وأهم التحديات التي تواجههم في حياتهم.

ومن أحدث هذه الأعمال الفنية مسلسل “كامل العدد”، والذي يُعرض موسمه الثالث على التوالي ضمن السباق الدرامي الرمضاني لعام 2025 للمخرج خالد الحلفاوي، والذي تحدث في حوار خاص مع مجلة “تحت السن” عن فكرة المسلسل، ورسالته للمراهقين وتعامله مع الممثلين المراهقين في المسلسل.. وإليكم نص الحوار.

كيف دخلت مجال الإخراج؟

لم يكن الأمر في البداية متعلقًا بالشغف، فقد كنتُ أدرس في كلية التجارة ولكنها لم تكن المكان الذي أرى فيه نفسي وكياني، ولكن عملت لفترة محددة محاسبًا، وظللتُ أبحث وأكتشف مجالات مختلفة في محاولة لإيجاد المكان الذي يشبهني، وكانت لدي موهبة الكتابة، فطورت هذه الموهبة، ولكن وجدت نفسي فى التصوّر والتخيّل، لذا سعيت للتدريب في مجال الإخراج.

هل دعّمك أحد في بداية مشوارك الإخراجي؟

لا، لم يكن هناك دعم كبير من أحد في البداية؛ لنظرتهم بأنني في سن كبيرة، ومسئول عن قراراتي وتغيير مسار حياتي، ولكن عندما رأى المقربون من أهلي وأصدقائي أنني أنجح حقًا في هذا المجال دعموني حتى أكمل مشواري.

أيّ نوع من الكتابات تُفضل كوميديا أم أكشن أم دراما أم غيرها؟ 

المخرج المحترف لا يتخصص في نوع واحد من الكتابات، ولكن يعمل على السيناريو والشخصيات المطروحة عليه مهما كان نوع العمل، إلا إذا كانت السيناريوهات التي تُعرض عليه تكون دائمًا متخصصة في نوع معين وقتئذٍ يعمل عليها.

ما نوع التحديات التي واجهتك أثناء رحلتك؟ 

كل مهنة وكل خطوة يخطوها الإنسان في حياته تواجهه فيها العديد من الصعوبات والتحديات التى يجب عليه أن يجتازها حتى يكمل رحلته، ومررتُ بوقتٍ كنتُ أظن أنني سأظل مساعد مخرج ولن أكون مخرجًا، وكنتُ أحيانًا أيضًا أندم على ترك مجال التجارة والمحاسبة، ولكن كنت أُخفِض تلك الأصوات ولا أستمع إلا لصوت حلمي، بأن أصبح مخرجًا ناجحًا ومشهورًا، فأي شيء صعب مررت به لا أستطيع أن أقول عليه تحديًا وفترة سيئة لأنها أضافت إليّ خبرة لم تكن عندي من قبل. 

من الذي يختار فريق العمل؟

في الأصل، المخرج هو من يأخذ السيناريو من المؤلف، ويتصور أحداث القصة والفنانين الذين يمكنهم تجسيد شخصيات العمل، ولكن أحيانًا المخرج يستعين برأي المؤلف في اختيار بعض الشخصيات أيضًا، لكن في النهاية المخرج هو المسئول الوحيد عن هذه المسألة، وعندما تتواجد نماذج مختلفة من المخرجين الذين يستعينون بآراء أخرى كثيرة يفشل منهم العمل في النهاية. 

من وجهة نظرك، ما مدى تأثير السينما والتليفزيون على المراهقين؟

يتأثرون بها جدًّا كما يتأثر بها أي شخص في أي فئة عمرية مختلفة، وهم يتأثرون أكثر لأنهم يتفاعلون معها بعواطفهم ومشاعرهم، ويُخزن لديهم كل ما يشاهدونه في عقلهم الباطن، لذلك الرقابة العائلية لهم مهمة جدًّا في هذه السن، وعلى الأهالي توعية أبنائهم بالتفريق بين الذي يشاهده حتى يقلده والذي يشاهد للتسلية فقط.

كيف تختار شخصيات الممثلين المراهقين في الأعمال الفنية؟ 

لكل شخصية معيار، بمعنى أن لكل شخصية لون الفن الذي يناسبها سواء أكشن أو دراما أو كوميديا، ويتوقف على تصرفاته وطريقة كلامه وتمثيله، وهذا أتخيله وأنا أقرأ سيناريو العمل.

كيف أثرت التكنولوجيا وتطور أنظمة الذكاء الاصطناعي على الأعمال الفنية؟

بالطبع أي تطور وتقدم في التكنولوجيا نستفيد منه في كل المجالات، بما فيها مجال الفن، ونحن نستفيد منه الآن في أشياء كثيرة في المونتاج والتصوير وهكذا، ولكن أتوقع في المستقبل أن الذكاء الاصطناعي سيشكل خطرًا على مهنة المخرج والممثل والمونتير، ومن الممكن أن يأخذ أدوارهم. 

كيف كانت تجربتك مع الممثلين المراهقين في مسلسل «كامل العدد»؟ 

كانت تجربة رائعة جدًّا، في الموسم الأول كان يعدُّ تحديًا كبيرًا لأن ما يقرب من نصف أبطال العمل ما بين أطفال ومراهقين، لكن نجحت التجربة الحمد لله، ولم نواجه أي تخوف أو قلق في الموسم الثاني والثالث؛ لأنني أصبحت أثق بهم وبشخصيتهم وبأدائهم.

كيف حافظتم على أداء المراهقين المشاركين في العمل خلال المواسم الثلاثة؟

أنا لا أعمل على الجزء في المسلسل كأنه جزء تكملة، بل أتعامل معه على أننا نبدأ في مسلسل جديد بالتحضيرات والاستعدادات نفسها سواء للإنتاج أو الممثلين أو باقي الفريق القائم على العمل، وهذا ما ساعدنا على الحفاظ على مستوى الأجزاء بالأداء نفسه، والمراهقون الذين شاركوا معنا كانوا دائمًا يعملون على تطوير أنفسهم والعمل على أخطائهم وكثرة التدريب.  

هل «كامل العدد» كان مُقررًا تنفيذه في ثلاثة أجزاء أم ردود أفعال الجمهور هي التي ساعدت على تطوير الأجزاء؟ 

لا، لم يكن ثلاثة أجزاء، ولم يتطور لأجزاء بسبب ردود أفعال الجمهور فقط، بل لأننا إذا بنينا الأجزاء على ردود أفعال الجمهور فيمكن جدًّا أن يفشل الجزء الجديد؛ لأنه لا توجد به أحداث جديدة وجذابة، لكن نعمل على أجزاء جديدة بحسب قصة المسلسل، ومدى سماحها بقصص جديدة ومثيرة وجذابة أكثر من التي سبقتها.

كيف تم دمج الثقافات المختلفة للمراهقين في قصة المسلسل بالموسم الأول؟ 

لم يكن هناك اختلاف كبير بينهم، فهُم من الطبقة الاجتماعية والتعليمية ذاتها، حتى وإن كان في الموسم الأول جزء من المراهقين كانوا يعيشون خارج مصر، إلا أنهم نشأوا على العادات والتقاليد المصرية المعروفة، وإن كان هناك اختلاف طبقات بينهم؛ لصعوبة فكرة دمجهم في بيت واحد.

كيف أثرت فئة المراهقين المتواجدين في المسلسل على المراهقين المتابعين للمسلسل؟ 

وصلتني ردود أفعال كثيرة جيدة ما بين مراهقين متعلقين بشخصيات المسلسل جدًا ومقلدين لإيجابياتهم، وأيضًا نظرتهم على أخطائهم بشكل مختلف من خلال أخطاء المراهقين داخل المسلسل. 

كيف أوصلت طبيعة الشخصيات إلى الممثلين المراهقين الذين شاركوا في «كامل العدد»؟ 

كانت هذه المشكلة موجودة في الموسم الأول فقط، لكن في باقي المواسم لم تكن موجودة؛ لأنهم تعوّدوا على شخصياتهم، وكنت أجلس معهم وأشرح لهم وجهة نظري فى كثير من الأمور والمشاهد، وهم أيضًا كانوا أذكياء جدًّا، ويسألون في التفاصيل كلها، ولمَ هذا؟ ولماذا حدث ذلك؟ وهكذا، وهم لهم تأثير كبير جدًّا على طبيعة العمل والمشاهد، وكثيرًا ما كانت آراؤهم صحيحة، وغيّروا لي وجهة نظري في كثير من الأمور وكانوا هم الأصح فيها.

ما الرسالة التي تود إرسالها للمراهقين من مسلسل «كامل العدد»؟

ليست رسالة واحدة، بل العديد والكثير جدًّا من الرسائل التي تجمع العائلة والمدرسة وعلاقة الأخوة ببعضهم، فأنا أعتبر كل مشهد في “كامل العدد” هو رسالة، حتى يشعر الأبناء بآبائهم عندما يخافون عليهم ويشدون ويعاقبون؛ لأنهم حقًا لا يريدون سوى مصلحتهم والخوف عليهم.

ما رسالة خالد الحلفاوي للمراهقين؟ 

“لو عارف بتحب إيه، أوعى تعمل حاجة تانية، وإلا هتعيش تعيس”.

Back To Top