مديرة مركز التوظيف بجامعة عين شمس:”ندرب الأفراد على القيادة“
• تقرير – منه أحمد
تسعى الكثير من الجهات الرسمية والخاصة لتمكين المراهقين في سوق العمل، عبر توفير الخبرات الميدانية التي تختلف عن نظيرتها النظرية، ومساعدتهم في سن صغيرة على معرفة احتياجات سوق العمل وآلية الالتحاق بها مبكرًا، إذ يُعتبر المراهقون خارج تصنيف القوى العاملة، بالرغم من تمثيلهم 19% من إجمالي عدد سكان مصر، ورغم ذلك فإن العديد من الجهات توفر فرصًا لاستغلال فترة المراهقة في الاستعداد المبكر لسوق العمل.
تتوفر العديد من فرص العمل للطلاب، وتحدثت عن هذا الأمر علا صادق، مديرة مركز تنمية المهارات المهنية والتوظيف بجامعة عين شمس، وكشفت عن فرص التدريب والتوظيف التي يوفرها المركز للطلاب.
وقالت في تصريحات خاصة: “ليبدأ الطالب طريقه المهني يتوجب عليه اكتشاف المجال المناسب له للعمل، والمهارات المطلوبة والتدرب عليها من أجل الحصول على الوظيفة المناسبة، ويشمل التدريب كيفية كتابة السيرة الذاتية، وصولًا إلى الالتحاق بالوظيفة”.
وعن دور التوظيف، أوضحت: “نساعد الطلاب في مركز التوظيف وتنمية المهارات، خاصة الذين يبحثون عن الخبرات، على تأهيلهم إلى سوق العمل ومساعدتهم على معرفة الوظيفة الملائمة لهم وكيفية التقدم إليها، ومساعدتهم في تكوين السيرة الذاتية المناسبة”.
وتطرقت إلى الحديث عن دور المركز في تنمية المهارات، مُضيفةً: “تنقسم المهارات الذاتية إلى مهارات شخصية، وداخلية تخص الفرد، وأخرى غير شخصية، والتعاملات بين الناس، ويتعلم الطالب من خلال المهارات الأولى المعرفة بالذات، وتقييم المناسب بالنسبة إلى الفرد، وماذا يريد أن يعمل؟ أما بالنسبة إلى الثانية فتعتمد على مهارات التواصل مع الآخرين، وكيفية تقديم الشخص نفسه لمسئولي التوظيف في الشركات، سواء كان بشكل مكتوب، أو تعريف بشكل شخصي وجهًا لوجه.
واستكملت حديثها قائلةً أنّ المركز يدرب الطالب على كيفية العمل الجماعي في وجود فريق، وليس فقط المعرفة بكيفية التواجد ضمن فريق، وكيف يكون الشخص قائدًا مسئولاً عن فريق كامل للوصول إلى أهداف معينة.
وأضافت: “هناك مهارات أخرى تُسمى المهارات العامة، وتتضمن مهارات التحسين المباشر وتشمل: دراسة كيفية البحث عن وظيفة، وكيفية إنشاء حساب على موقع “لينكد إن”، وإعداد السيرة الذاتية والاستعداد للمقابلة، ودراسة الحالة المادية، والبحث عن الفرص المتاحة له، ومعرفة كيفية تحقيق التقدم المالي من خلال الوظيفة التي يعمل بها”.
دور أكاديمي
وعلى حد قولها، فإن المركز يساعد في توفير الشراكة مع شركات تقدم فرصًا للطلاب من كل التخصصات المختلفة للتدريب لديها، ويدعم المركز أيضًا فكرة مطابقة الوظائف، من خلال حدث “ملتقى التوظيف” الذي يطلقه المركز، ويمكن توفير وظائف بـ 70 شركة ترسل ممثليها المسئولين عن التوظيف.
وعن الهدف من ملتقى التوظيف، قالت: “نطمح إلى تسهيل الطريق على الطلاب والخريجين الذين يبحثون عن فرص للتوظيف، من خلال توفير فرصة للطالب للتواصل مع ممثلين الشركات، إضافةً إلى توفير حضور خبراء في العديد من المجالات المختلفة، لمساعدة الطلاب على الحصول على إجابات لأسئلتهم، وتوجيههم إلى ما هو مناسب، وما عليهم فعله في حياتهم المهنية في المستقبل”.
وتابعت: “يكون الطالب عادةً في هذه المرحلة مشتتًا، لكن حدث “ملتقى التوظيف” يساهم في توفير حضور أهل الخبرة والتجربة، وذلك دون مقابل مادي، في حين أن هناك أشخاصًا خارج المركز يدفعون الكثير من الأموال للحصول على معلومات صحيحة أو نصائح تخص مجال عملهم، أو لتلقي التدريبات. فمن خلال منتدى بهذا الشكل يمكن للطالب معرفة ما ينقصه من خبرات ومهارات، ومن ثم المركز يوفرها له عبر ورش عمل وتدريبات على مدار السنة، أو من خلال التعاقد مع شركات معينة تُوفر للطلاب فرصًا للتدريب.
وكشفت عن دور المركز الجديد بشكل أكاديمي، قائلةً: “سيتم تنفيذ المركز خلال عامين ليصبح في إطار تدريبات يمنحها المركز للطلاب ضمن مقررات الكليات كمواد اختيارية غير مضافة إلى المجموع، وذلك لمساعدتهم على اكتساب هذه المهارات الأساسية في وقت مبكر قبل التخرج، إضافةً إلى توفير خاصية التدريب عبر الإنترنت، وتصحيح السيرة الذاتية بالذكاء الاصطناعي، وطرح خاصية الواقع الافتراضي”.
جاهزون للغد
تُساهم المؤسسات غير الهادفة للربح في تكوين شخصية المراهقين وإعدادهم لسوق العمل، ومن بينها مؤسسة “صناع الحياة” التي تلعب دورًا في هذا الأمر، عبر تقديم الكثير من المشاريع المختلفة لتدريب المراهقين المتطوعين، ومن بينها مشروعا: “دمج وتوظيف الشباب”، و”جاهزون للغد”.
وكشفت أماني الدورالي، مدربة المتطوعين بمؤسسة صناع الحياة، عن أهداف هذه المشاريع، قائلةً: “نهدف إلى تعزيز قدرات الشباب من سن 15 إلى 35 عامًا على التوظيف، من خلال مجموعة من أنشطة بناء القدرات، لأن مؤسسة صناع الحياة تضم فئات من الشباب في بداية طريقهم، ونطمح لأن يستكشف المتطوع نفسه بشيء يُميزه، ومعرفة ما يُريد تحقيقه”.

وأضافت: “تعمل المؤسسة بمبدأ المقايضة المعنوية، إذ يُحقق التطوع الأهداف المرجوّة منه، والمؤسسة تقدم لهم ما يطمحون إليه مثل تقوية مهاراتهم، وتأهيلهم لسوق العمل، في ظل افتقاد المتطوعين هذه الأساسيات، ونعمل أيضًا على أن يكتسب المتطوع مهارات التواصل الاجتماعي، والتعلم بشكل علمي وعملي مثل كتابة السيرة الذاتية كنص مطابق للمعايير”.
واستكملت حديثها: “نساعد المتطوع في إنشاء حساب على موقع “لينكد إن” بشكل احترافي، ويساعد مسئولو التوظيف في اختيار أشخاص لتعيينهم، وتستمر مدة التدريب إلى ٢٤ ساعة مقسمة على ستة أيام”.
وعن سلوكيات المراهقين التي لاحظتها الدورالي في التدريبات، قالت: “نساعدهم على تطوير مهاراتهم، ونساعدهم على تطوير الذات وفهم النفس، ونلاحظ أنهم يتسمون بالحماس، وهذا يجعلهم يمتلكون مسئولية خاصة تجاه الأموال فيما بعد”.
تدريب وتعيين
يحصل كل مراهق متطوع على تقرير من مؤسسة صناع الحياة بعد انتهاء مدة المشاركة، وفي هذا الصدد تحدث أحمد الجمل، مسئول نظام تطوير الموارد البشرية والتطوير التنظيمي بالمؤسسة، وقال: “كنت متطوعًا في عام 2016 بالمؤسسة لمدة 3 سنوات، وبعد انتهاء فترة التدريب تم تعييني بالمؤسسة، رغم أن هدفي كان التطوع فقط”.
وتابع: “طمحت حينها للحصول على الخبرة العملية قبل التخرج، وهي نصيحتي لكل شاب ومراهق، إذا أردت الحصول على الخبرة فعليك أن تعمل، وأرى أن التطوع والتدريب هو الحل الأمثل للحصول على الخبرة، وفي الوقت نفسه عدم الرفض من الشركات”.
واستطرد: “كنتُ متطوعًا في قسم الموارد البشرية، واستفدت في جانبين أساسيين، الأول هو التقني، وتعلمتُ المهارات المتخصصة في المجال، مثل وظائف الموارد البشرية وآلياتها المختلفة، أما الجانب الثاني، فهو بيئة العمل الفعلية، التي تختلف تمامًا عن الدراسة النظرية”.
وأضاف: “أرى أن تجربة التطوع فارقة لأي مراهق، وبشكل شخصي، اكتسبتُ الكثير من الخبرات من خلال التدريب، والدليل على ذلك أنني حصلتُ على وظيفة بعد شهرين فقط من انتهاء فترة التدريب، وفي العام الماضي تبدلت الأدوار وأصبحت مسئولًا عن متابعة المتدربين والإشراف على عملية اختيارهم وتوظيفهم”.
استفادة متبادلة
ومن خلال هذه التجربة، ينصح أحمد المراهق بعدة أمور يجب مراعاتها، مناشدًا “أن يكون البرنامج دقيقًا من البداية، ويعرف المتدرب ما الاستفادة منه، وما الذي سيحصل عليه بنهاية البرنامج، من خلال تحديد مسبق لاحتياجات الإدارات المختلفة، عبر تخصيص المهام بشكل دقيق لكل متدرب”.
واستطرد: “تقدم المؤسسات برامج تدريبية للاستفادة منها بطرق مختلفة، فهناك علاقة متبادلة بين المؤسسة والمتطوعين والجمعيات الشريكة، فتستفيد المؤسسة من جهود المتطوعين، وفي المقابل، تمنحهم فرص التدريب والتطوير للمساعدة في حياتهم المهنية”.
وعلى حد قوله، “لا تتبنى كل المؤسسات هذه الفكرة، فهناك نوعان أساسيان من المؤسسات، الأول هي المؤسسات الخيرية، والتي تركز على تقديم الخدمات الاجتماعية وليس بالضرورة على تمكين الشباب لسوق العمل، أما الثاني، فهي المؤسسات المتخصصة في التمكين المهني، والتي تهدف إلى تدريب الشباب لسوق العمل من خلال برامج في مجالات متعددة مثل: ريادة الأعمال، والتسويق، وتقنية المعلومات”.
