من مصر لبريطانيا…مراهقة تُصنِّع مُنتجًا ينافس على العالمية

عليا عثمان : شموعنا تتحول لمرطب للبشرة بعد احتراقها

• فيتشر- جنى عثمان

تجربة مُلهمة خاضتها فتاة مراهقة خلال جائحة كورونا والإغلاق المستمر وكانت سببًا في أن تصبح رائدة أعمال في سن صغير ، وبجانب الدراسة نجحت في تدشين مشروعها الخاص، مؤمنة بشعار

 «كل رائحة تترك ذكرى» لتنجح في تصنيع شموع من مواد صديقة للبيئة من دون أبخرة سامة تنافس جودة المنتجات العالمية.

في يناير 2021، قررت عليا عثمان استغلال فترة الإغلاق ووقت الفراغ لتبدأ مشروعها الخاص ،

خطرت لها فكرة تصنيع الشموع بطرق آمنة، إذ لاحظت أن والدتها تشتري الشموع من خارج مصر عند سفرها بسبب عدم وجود خيارات كثيرة لروائح الشموع في مصر مثل الفانيليا والعود واللافندر فقط ، كما أن معظم الشموع المتاحة في السوق المصري مصنوعة من البارافين وهي مادة تطلق أبخرة سامة في المنزل.

تقول عليا لـ «تحت السن» ” فكرتُ في تصنيع الشموع بخيارات متعددة وآمنة، بحثتُ عن طرق التصنيع والخامات المطلوبة وعرضت الأمر على أسرتي وبالفعل دعمني والدي برأس مال 10 آلاف جنيه ” ، لم ترغب عليا في تصنيع شيء تقليديّ، بل حرصت منذ البداية على شراء الخامات من خارج مصر، وهذه الخطوة كانت بداية شركتها “Gammbaz” وتضيف  “بعد بدء مشروعي لاحظت أنها كانت مطلوبة في مصر، ونجحت في إعادة المبلغ لوالدي بعد شهرين من بدء المشروع “.

تحدثت “عليا” التي لم يتجاوز عمرها 16 عامًا عن الخامات المستخدمة ومنها شمع الصويا كبديل صديق للبيئة، ونجحت الشركة اليوم في تقديم أكثر من 80 نوعًا مختلفًا من الشموع المُعطِرة وتستكمل “وللاستفادة الأمثل من الشموع، فإنها تتحول إلى مرطب بعد احتراقها؛ ما يتيح استخدامها لترطيب البشرة بطريقة طبيعية وآمنة “.

بدأت عليا مشروعها على مواقع التواصل الاجتماعي وبعد نجاح المنتجات وزيادة الإقبال على شرائها، أطلقت موقعًا إلكترونيًّا، فضلًا عن النزول إلى أرض الواقع، وعرض منتجاتها بأحد المتاجر بمنطقة المعادي في القاهرة.

وتستكمل ” أعتقد أن وجود منتجاتي بشكل مباشر مع العملاء أفضل، لأنه يتيح فرص اختيار الروائح المختلفة وتجربتها بشكل مباشر، كذلك أوجه للعميل خمسة أسئلة، ومن خلال الإجابة أساعده في اكتشاف الرائحة التي تناسبه”.

تتولى عليا جميع المهام بنفسها، بدءًا من التصنيع والتعبئة مرورًا بالتصوير والتسويق، وللتوسع في مشروعها شاركت ببرنامج “Shark Tank” لتمويل المشاريع الناشئة ونجحت في الحصول على تمويل من رجل الأعمال محمد فاروق ، وتوضح  ” المشاركة في البرنامج ساهمت في التعريف بمنتجاتي ونفدت بالكامل خلال 3 أيام، و اتطلع للتوسع في منتجاتي وفتح متاجر في مصر والمملكة المتحدة “.

وتتبنى “عليا”، شعار «كل رائحة تترك ذكرى» وتتابع: “الروائح ليست بالضرورة أن تترك لنا ذكرى طيبة فقط بل يمكن أن تكون أيضًا ذكرى مؤلمة؛ لذلك قررت التبرع بـ 10 جنيهات عن كل شمعة تُباع لصالح مؤسسة “أهل مصر” المتخصصة في البحث والوقاية والعلاج من إصابات الحروق”.

ووقعت اتفاقية أيضًا بين المؤسسة وشركتها لتوظيف ضحايا الحروق في صناعة الشموع، ورغم الخطوات المتتالية في مشروعها، فإنها تولي الاهتمام نفسه بالتعليم في حياتها.

وتختتم حديثها، قائلةً : “أتطلع للالتحاق بتخصص الكيمياء أو الهندسة المعمارية عند التحاقي بالجامعة، فالنجاح المادي وحده لا يكفي، والتعليم هو مفتاح توسع مشروعي في المستقبل”.

Back To Top